- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: من يقطع يد إسرائيل؟ 

شهدت منطقة الشرق الأوسط عقودًا من الصراعات والتوترات التي كانت إسرائيل في قلبها، بدءًا من احتلال الأراضي الفلسطينية وتشريد شعبها، إلى سياساتها التوسعية وانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي. 

هذه الأفعال لا تهدد الفلسطينيين فحسب، بل تضرب استقرار المنطقة بأسرها، ما يثير تساؤلاً ملحًا: من يمتلك الإرادة والقدرة على وقف هذا التغول الإسرائيلي وإعادة الاستقرار للشرق الأوسط؟ 

السياسات الإسرائيلية نارٌ تحت الرماد فمنذ قيامها، تبنت إسرائيل سياسات استيطانية تهدف إلى تغيير ديموغرافية الأراضي الفلسطينية المحتلة، متجاهلة قرارات الأمم المتحدة التي تدعوها إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967. 

كما أنها لم تتوقف عند فلسطين، بل عملت على تقويض استقرار دول الجوار عبر دعم الفتن والانقسامات، وشن حروب مباشرة كما يحدث في غزة ولبنان وسوريا، وغير مباشرة في اليمن وليبيا والسودان والعراق والقرن الافريقي.  

 إضافة إلى ذلك، تلعب إسرائيل دورًا أساسيًا في تغذية الصراعات بالمنطقة، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذها عبر التحالفات مع القوى الدولية والإقليمية، بينما تسعى لتهميش القضية الفلسطينية وإزاحتها عن أولويات الأجندات العالمية. 

من يتحمل مسؤولية هذا العبث الإسرائيلي في المنطقة؟  

* الدول العربية والإسلامية: لطالما كانت الدول العربية قادرة على التصدي للسياسات الإسرائيلية إذا ما وحدت صفوفها واستثمرت قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية.  

إلا أن الانقسامات الداخلية، والانشغال بالصراعات الإقليمية، أضعفت هذا الدور. إعادة توحيد الموقف العربي باتت ضرورة ملحة لمواجهة الأطماع الإسرائيلية. 

* المجتمع الدولي: رغم إدراكه للجرائم الإسرائيلية، يلتزم في الغالب الصمت أو يتخذ مواقف منحازة لإسرائيل، خاصة من قبل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة.  

هناك حاجة لضغط دولي أكبر من الدول المستقلة ومنظمات حقوق الإنسان لإجبار إسرائيل على احترام القوانين الدولية. 

* الشعوب العربية: ما زالت الشعوب تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وتظهر دعمها في كل مناسبة. تعزيز هذا الدعم الشعبي يمكن أن يشكل ضغطًا على الحكومات لاتخاذ خطوات أكثر جدية في مواجهة السياسات الإسرائيلية. 

لا سبيل لإعادة الاستقرار للشرق الأوسط، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واقرار السلام في المنطقة لن يتحقق ما دامت إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية وتواصل سياساتها العدوانية. 

وتحقيق العدالة الدولية، عن طريق ملاحقة جرائم إسرائيل في المحافل الدولية وتطبيق العقوبات عليها سيكون رسالة واضحة بأن العالم لن يقبل بعد الآن بازدواجية المعايير. 

وتعزيز الوحدة الإقليمية، من خلال التعاون بين دول المنطقة، بما يشمل تنحية الخلافات جانبًا، سيخلق قوة قادرة على مواجهة أي تدخلات خارجية تهدد استقرار الشرق الأوسط. 

باختصار.. لن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار إلا إذا تمت مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تقف وراء كثير من أزمات المنطقة.  

ويتطلب ذلك إرادة سياسية قوية، وتكاتفًا عربيًا وإسلاميًا، وضغطًا شعبيًا ودوليًا مستمرًا.  

قطع يد إسرائيل ليس مجرد شعار، بل هو خطوة ضرورية لإعادة الأمن والسلام إلى منطقة أنهكتها الحروب والصراعات. 

Samyalez@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

      t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى