نون والقلم

سامي أبو العز يكتب: أجيال منزوعة الرحمة

في العلاقات الإنسانية يسود قانون التسامح وسعة الصدر، وتطبق قواعد حسن النوايا والمسامح كريم، ويسود العفو والوئام بين الناس وتعم المحبة وتتفتح الزهور وتفوح رائحة المسك لتعم أرجاء الكون فوق رؤوس المحبين.

على الوجه الآخر حيث يسكن الشيطان والمصلحة والمنفعة والألف وجه، يسود قانون الغاب وتسكن شياطين الأنس قلوب غلفها السواد وحول ملمسها الناعم إلى أشواك قاتلة..هناك فقط في هذه المنطقة المظلمة تعيش كائنات إنسانية مشوهة لا تعرف الرأفة ولا الرحمة.

تغير الناس وتبدلت أحوالهم واستدارت عيونهم وتحجرت قلوبهم..الأمر بات خطيراً وله مدلولات كثيرة على أمور قيمة فقدناها في حياتنا، بعضها أضاعته الدنيا من بين أيدينا والآخر تركناه عن عمد واخترنا بإرادتنا أن نتقوقع وتخور قوانا ونفقد أحلامنا وننسى الحكمة من قدومنا للحياة.

الأمر ليس بسيطا ولا يجب أن يعالج بصورة سطحية فالحكاية في كل بيت والكارثة جامعة والقصة ملخصها«الله يرحم أمبارح وأيام زمان»فهذا المعنى هو بئر الأسرار فأمسنا أفضل من يومنا وغدنا غير معلوم الهوية وباتت هناك هوة سحيقة بيننا.

من حولنا يتساقط كل شئ وتخنق المرؤة والشهامة والكرم والأخلاق وصلة الرحم وغيرها من الصفات التي تندثر مع الجيل السابق وتظهر أجيال «منزوعة الرحمة» متحجرة القلوب.

باختصار..تركيبة الأسرة تغيرت وتبدلت وأصبحت الأفلام القديمة على شاشة التلفاز أسطورة..أما الواقع فإنه للأسف ابن عاق وأب قاتل وصديق خائن وحكايات أبلسية كلها خيانة وغدر وأكل مال اليتيم ..وغيرها في قائمة طويلة ممتدة.

الحكاية ببساطة أننا نزعنا أجسادنا من جذورنا فتهنا وهانت علينا أنفسنا..أما العودة للجذور فإنها حكاية كبيرة تحتاج جهوداً مضنية فإعادة بناء الذات هي البداية الحقيقية لرفعة الأوطان.

نبضة: وسط صعوبات الحياة وحنكة الليل القاتم أتحسس شعاع نور قلبك لأستمد قوتي لمواجهة الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى