نون والقلم

فاتن الزعويلي تكتب: أمي سيدة العالم

عيد الأم من أجمل المناسبات التي يقول فيها الأبناء لأمهاتهم شكرًا، وإن كان الشكر لا يكفي أمام جبال العطايا التي لا تتوقف تجاه الأبناء رضيعا ثم طفلا وطالبا وشابا وفتاة وحتى أبا وأما وتمتد التضحية للجيل الثاني في عطاء غير منقطع.

العالم أجمع يحتفل بعيد الأم المقدس تقديرا لجهود الأمهات في تربية ورعاية أبنائها.. فالأم هي عمود المنزل هي الحب والحنان والعطاء والحماية والمستقبل وبدون وجودها على الأسرة السلام.

الأمومة نعمة يهبها الله لمن يشاء ليُسعد بها قلبه وحياته ولا يعرف قدرها إلا من حُرم منها.. فعليكم الاهتمام بأمهاتكم ورعايتهم لتردوا ولو جزء صغير مما تحملته في طريق الحياة.

الأم التي اعتادت على التضحية وسهرت وتعبت وربت وعلمت وحرمت نفسها من كل متع الحياة تكفيها الابتسامة. ويروي قلبها نظرة الرضا والحب في عيون فلذات أكبادها. وتشعر أنها أدت دورها في الحياة عندما يأمن قلبها على مستقبل أبنائها.

راحة الأبناء ونجاحهم في حياتهم هي المكافأة الحقيقية التي تتلقاها الأم بطيب خاطر ورضا من الله أنها أدت دورها في الحياة على أكمل وجه وقد وضعت أسس ثابتة وقوية للمساهمة في بناء جيل يتحمل المسئولية.

ولأن الحياة أحيانا تسير بطريقة عكسية أو تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن في صورة ابن عاق لا يقدر قيمة هذه النعمة الربانية، فقد شاهدت بحكم عملي كصحفية الكثير من الأمهات اللاتي تعانين من عقوق وقسوة الأبناء الذين لا يقدرون ما فعلته ومازالت تفعله لإسعادهم ويعاملونهم بكل قسوة وجبروت وتكون دور الرعاية هي المحطة الأخيرة لرد الجميل، غير مدركين أن الدوائر تدور وما صنعته يداك لابد أن تحصده مهما طالت الأيام.

تحذير مهم لكل الأبناء يجب الإنصات إليه جيدًا وأنت تقدم هديتك لأمك لا تنسى أمران أولهما ألا تركز على قيمة الهدية وثمنها بل ركز جيدا أن تخبرها أن كنت تتمنى أن تهدي لها الأرض وما فوقها على الرغم أنه لا يوفيها حقها.. والأمر الثاني لا تنسي ذلك الجبل الصامت شريك الكفاح «أبوك» الجالس يترقب هذا الفيض العاطفي من بعيد فلا تنساه بابتسامة وكلمة طيبة يستحقها عن جدارة.

تبقى عدة تساؤلات لهؤلاء الذين شغلتهم الحياة وتذكروا عيد الأم كعمل روتيني وواجهة اجتماعية.. هل تتذكر آخر مرة كلمت فيها أمك حتى ولو عبر الهاتف؟ متى زرتها؟ هل هنأتها بعيد ميلادها أم أخذتك الحياة ونسيت سبب وجودك فيها؟ فإن فعلت كل هذه الأمور فأنت بار بوالدتك فهنيئا لها بك، وإن لم تفعلها فسارع إلى والدتك وأطلب منها السماح قبل أن تندم على عدم برها وتخسر رضاها وتعيش طول حياتك بذنب لن تستطيع تحمله وهو غضب الأم الذي يفقدك ملذات الحياة ويعرضك للعقاب في الآخرة.

باختصار.. الأم هي الدفء والحنان والعطاء بدون مقابل.. ولكل الأمهات عيدكم سعيد.. ورسالتي إلى أمي.. كل عام وأنت سعيدة يا ست الحبايب.. أدامك الله علينا نعمة بقلبك الحنون ناصع البياض. الذي لا يحمل ضغينة لأحد، بل يحب كل الناس وكأنهم جميعا أبنائك، وزرعتي فينا حب الناس ومشاركتهم أحزانهم قبل أفراحهم . فأنتِ أعظم أم.

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى