يبلغ عدد مرضى اعتلال شبكية العين بسبب الإصابة بالسكري أكثر من 21 مليون مريض على مستوى العالم.
وتتسابق مراكز الأبحاث العالمية التابعة لشركات الأدوية إلى إنتاج عقاقير دوائية لعلاج هذا المرض الذي يصيب 3% من مرضى السكري الذين تتزايد أعدادهم يوميا وخصوصا في دول الخليج.
وقد عقدت جمعية طب العيون الإماراتية مؤتمرها السنوي السادس عشر، برعاية مجموعة من أكبر شركات الرعاية الصحية ومن ضمنها شركة باير هيلث كير، في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر 2015.
ويُعد المؤتمر حدثاً علميًا بارزًا فهو بمثابة شبكة تواصل لمجتمع طب العيون في منطقة الخليج حيث ألقى الضوء على أحدث التطورات الطبية العالمية في مجال علاج أمراض العيون، كما استهدف المؤتمر تبادل الخبرات فى علاج أمراض الشبكية وطرق التعامل معها، وعلى رأسها اعتلال الشبكية السكري الذي يعاني منه حوالي 21 مليون مريض على مستوى العالم، طبقًا لتصريحات الدكتورة فاطمة ابراهيم الاميري، رئيس اللجنة الوطنية لصحة العين ومكافحة العمى بوزارة الصحة، ورئيس قسم العيون بمستشفى القاسمي والعين بالشارقة
وقالت الدكتورة فاطمة ابراهيم الاميري: ناقش المؤتمر أحدث علاجات اعتلال الشبكية السكري وعلي رأسها العقار الحديث ثنائي الفاعلية الذي يمثل خطوة هامة في علاج اعتلال الشبكية السكري الذي يُعد السبب الرئيسي في حالات فقدان البصر الجديدة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و74 عاماً ، ويتيح العقار خياراً إضافياً لمرضى السكر الذين يعانون من فقدان أو ضعف البصر ويُمكنهم من اتخاذ خطوة استباقية للسيطرة على المرض وتحسين نظرهم بشكل مستدام علماً بأن الحقن يكون متكرر في هذه الحالات لتحقيق النتائج المطلوبة، و ذلك حسب ما أكدته نتائج بيانات المرحلة الثالثة من الدراستين VIVID-DME و VISTA- DME”.
وأضافت الأميري “ن العجز البصري الناتج عن الإصابة باعتلال الشبكية السكري يصيب حوالي 3% من مرضى السكر حول العالم، وهو السبب الأكثر انتشارًا للعمى في مراحل العمر الإنتاجية”.
وذكرت أن الاتحاد الدولي للسكري كان قد أعلن في عام 2014 أن منطقة الخليج بها خمسة من عشر دول سجلت أعلى معدلات انتشار مرض السكري (بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 79 عاما)، وتجدر الإشارة إلى أن معدلات الإصابة بداء السكري في هذه الدول كالتالي: المملكة العربية السعودية (23.9% )، ودولة الكويت (23,1%)، ومملكة البحرين (21.9%)، ودولة قطر ( 19.8% )، ودولة الإمارات العربية المتحدة(19%)”.
وأوضحت د. فاطمة الأميري أن عدم استقرار مستوى السكر في الدم يؤثر سلبًا في الأوعية الدموية الصغيرة داخل شبكية العين، ما يجعلها تُسرب السوائل والدهون إلى منطقة مركز الشبكية – التي يطلق عليها مقلة العين، الأمر الذي يسبب اعتلال الشبكية السكري.
وعلقت د. فاطمة الأميري على نتائج المرحلة الثالثة من الدراستين VIVID-DME و VISTA- DME قائلة: بعد عام واحد من تلقي العقار الحديث ثنائي الفاعلية بانتظام، تمكن المرضى من رؤية 10 حروف إضافية (سطرين إضافيين من الحروف في لائحة العلامات(أثناء قياس النظر. وإضافةً إلى ذلك، احتاج 33% من المرضى 8 حقن سنويا لاستعادة رؤية 3 سطور، كما تحسن أكثر من نصف المرضى حيث استعادوا رؤية سطرين على لائحة العلامات.
الجدير بالذكر أن العقار يحقن بالعين مرة واحدة شهريًا لمدة خمسة أشهر مبدئيًا، ثم يُحقن فيما بعد مرة كل شهرين، ليحد من نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية في الشبكية من خلال عرقلة عامل نمو بطانة الأوعية الدموية، وهو أحد عوامل النمو الطبيعية في الجسم وله دور هام في الإصابة باعتلال الشبكية السكري. ومن خلال خفض معدلات نمو الأوعية الدموية الجديدة، ينخفض معدل التسريب أو يتوقف الارتشاح. كما يعمل العقار على تثبيط بروتين مرتبط بالمرض يطلق عليه “عامل نمو المشيمية”، وهو أحد العوامل الهامة التي تسبب اعتلال الشبكية السكري.
وعلقت د. فاطمة الأميري: يمثل العقار الحديث ثنائي الفاعلية علاجا فعالا لاعتلال الشبكية السكري، فبينما تعمل العلاجات المتاحة حاليًا – المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية – على تثبيط بروتين VEGF-A، يعمل العقار الحديث على تثبيط جميع الأنواع المختلفة لبروتين VEGF-A بالإضافة إلى عامل نمو المشيمية، وذلك عند استخدام العلاج طبقًا للتوصيات المذكورة في الدراستين.
وشددت د. فاطمة الاميري على ضرورة خضوع مرضى السكر للكشف الدوري على العين مرة كل عام ومتابعة مستوى السكر بالدم بانتظام حيث تؤكد أن المرضى الذين يتم اكتشاف إصابتهم مبكرا يستطيعون السيطرة على المرض للوقاية من فقدان البصر وتحقيق أفضل النتائج العلاجية.
يُذكر أن اعتلال الشبكية السكري هو أحد مضاعفات مرض السكر الأكثر انتشارًا حيث يسبب تلف الشبكية، ما يمكنه أن يضعف البصر أو التسبب في فقدانه تمامًا. وبمرور الوقت، يتعرض المصابون باعتلال الشبكية السكري لمخاطر تهدد بصرهم، ويشمل ذلك ارتشاح مركز الإبصار، وهو عبارة عن(x ورم) ارتشاح وتجمع سوائل وبروتينات بمقلة العين (جزء في الشبكية مسئول عن الرؤية المركزية)، وإمكانية تقدم المرض ليصبح اعتلال شبكية سكري متشعب، ما يؤدي عادة إلى فقدان البصر تمامًا نتيجة المضاعفات التي تشمل النزيف الزجاجي أو انفصال الشبكية. ويعد ارتشاح مركز الإبصار السبب الأكثر انتشارًا لفقدان البصر بين مرضى السكر، ويمكنه أن يؤدي إلى العمى التام.
