نون والقلم

بسام عبد السميع يكتب: اقتراب «زوال إسرائيل» وعالم جديد يتشكل بإعلان فلسطين

الأفق الزمني لزوال إسرائيل من الكوكب يقترب من التحقق وعالم جديد يتشكل بإعلان دولة فلسطين كاملة عاصمتها القدس، فخلافاً لما يجري تدبيره من الصهاينة للقضاء على فلسطين وشعبها، تتسارع الأحداث نحو عالم جديد يخلو من الصهاينة عالم لا يوجد به ما يسمى «دولة إسرائيل» فـ«زوال هذا الكيان الصهيوني» عنوان مخاوف المؤيدين للكيان، ويقين إيماني لدى المسلمين.

ومع انطلاق عملية «طوفان الأقصى» المجيدة صباح السبت 7 أكتوبر 2023، أعاد الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي آلاف من مقاطع الفيديو التي تتناول «زوال إسرائيل»، استنادا إلى تواتر نبوءات من سفر التكوين في التوراة بأن عمر الدولة العبرية 76 عاماً، مرورا بتفسيرات للآيات القرآنية تقول بحتمية الزوال، وصولا إلى تحذيرات استخباراتية بتحقق انتهاء إسرائيل.

كما تضمنت الفيديوهات التي أعادت مواقع التواصل بثها خلال الأيام الماضية شهادات حاخامات إسرائيلية بأن إنشاء «إسرائيل» عصيان لأمر الله بالتيه، فضلاً عن استشراف دعاة ومفكرين مسلمين ويهود بزوال إسرائيل خلال العقد الحالي، وعدد من الكتب التي صدرت بعنوان «زوال إسرائيل».

من المتوقع أن جهات الرصد حول العالم وخاصة الأمريكية تعد تقارير حول عدد المشاهدات وإعادة النشر لتلك المقاطع و«لايكات» الإعجاب، والتي ستكون بالمليارات وتكشف عن حقيقة دامغة أن الشعوب ضد هذا الكيان الصهيوني وأن توقعات مراكز الدراسات الأمريكية بزوال إسرائيل خلال العقود الأولى من القرن الحالي تكتسب مزيداً من التحقق.

دفعتني عملية «طوفان الأقصى» المجيدة إلى إعادة قراءة بعض الكتب حول «زوال إسرائيل» لأقف أمام تدوينات الدكتور عبد الوهاب المسيري في خاتمة كتابه «من الانتفاضة إلى حرب التحرير الفلسطينية» بالصفحة (143-144)، والذي صدر عام 2002 قائلاً: «إن كفاح الشعب الفلسطيني نجم ساطع في زمن الكذابين والمزيفين والوثنيين والواقعيين الانهزاميين. وهو نجم بدد كثيراً من الظلمة والأكاذيب وقد اثبت الفلسطينيون مقدرة فائقة على الصمود والمثابرة والإبداع والكفاح من أجل شرف أمتنا، وكرامتها، ومصالحها، وأمنها. ونرجو ألا يكتب عنا أننا تركنا هذه اللحظة التاريخية تفلت من أيدينا».

وفي صفحة 129 من نفس الكتاب قال المسيري: «إن جيش الحفاة في فيتنام الشمالية قد هزم المسلحين بأحدث الوسائل التقليدية ويكمن السر في أن الروح هي التي دفعت المقاتلين وقادتهم إلى الانتصار. والروح تعني المعنويات والتصميم والوعي بعدالة النهج والإحساس بعدم وجود خيار آخر. وهو ما تفتقده إسرائيل التي يكتنفها اليأس».

وأورد المسيري في صفحة (133-134) من كتابه السابق، ما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية في 2 أبريل 2002 وغلافها الصادر بصورة نجمة إسرائيل وفي داخلها سؤال:(مستقبل إسرائيل: كيف سيتسنى لنا البقاء؟).

ولا يمكن الحديث عن زوال إسرائيل دون العودة إلى ما أثاره مؤسس حركة حماس الإسلامية الشيخ أحمد ياسين خلال حوار تليفزيوني بأن زوال إسرائيل سيكون عام 2027 استناداً لتفسيرات قرآنية.

كما عاد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى الواجهة مجدداً عبر مقطع فيديو يتحدث فيه عن اقتراب نهاية إسرائيل، وتأكيده أن الافساد الثاني لبني إسرائيل هو ما نحن بصدده الآن، حيث سيتجمع اليهود في وطن واحد ليتحقق وَعْد الله بالقضاء عليهم… وهذا هو المراد من قوله تعالى: { فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } (سورة الإسراء، الآية 104).

وأبرز المتداولون ما قاله الشعراوي: «نحن الآن ننتظر وعد الله سبحانه، ونعيش على أمل أن تنصلح أحوالنا، ونعود إلى ساحة ربنا، وعندها سينجز لنا ما وعدنا من دخول المسجد الأقصى، وتكون لنا الكرة الأخيرة عليهم، سيتحقق لنا هذا عندما ندخل معهم معركة على أسس إسلامية وإيمانية، لا على عروبة وعصبية سياسية، لتعود لنا صفة العباد، ونكون أهلاً لنصرة الله».

و كثير من العلماء المعاصرين قالوا: إن القرآن الكريم بشر بأن زوال إسرائيل واقع لا محالة، وأن الآيات الكريمة نبوءة قرآنية حتمية بتدمير المسلمين لدولة اليهود، حيث ذهب أكثرهم إلى أن الافساد الأول حدث مع الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة، وأن الافساد الثاني هو الذي نعيشه الآن مع الاحتلال الصهيوني لبلاد فلسطين.

وخروجاً من أحادية الاتجاه في التعامل مع قضية «زوال إسرائيل»، نذهب إلى تحذيرات المخابرات المركزية الأمريكية في تقرير لها مطلع القرن الحالي من أن زوال إسرائيل يتوقع حدوثه بعد 20 عاماً، بالتزامن مع تقرير لمركز دراسات روسي أكد أن مشروع الاستيطان في فلسطين سيواجه الانهيار وأن إسرائيل ستزول خلال عقدين.

وفي ثمانينات القرن الماضي، قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني حينها مناحيم بيجن: «إسرائيل ستنعم بالسلام 40 سنة ثم بعد ذلك ستكون المعركة الفاصلة مع العرب».

وفي إطار السرد التاريخي الأكاديمي، نقف عند كتابين لأستاذ التاريخ في جامعةً تل أبيب، شلومو ساند وأولهما: «اختراع أرض إسرائيل» عام 2008 والثاني «اختراع الشعب اليهودي» عامً 2010.

وشكل هذان الكتابان تفنيدا  تاريخيا للأساطير التي اختلقتها الصهيونية حول أرض إسرائيل بوصفها الحق التاريخي التي وعدهم بها الرب وشعب إسرائيل المختار.

وجددت وسائل التواصل الاجتماعي إعادة بث حلقات متنوعة من برنامج «بلا حدود» وخاصة حلقات زوال إسرائيل، ومنها ما قاله الحاخام ديفيد وايز عام 2014 خلال تواجده في البرنامج: «إسرائيل ليست دولة يهودية. ندعو الله بنهاية دولة إسرائيل لأنها عصيان لله في كل وجه من الوجوه، وكل الحاخامات اعترضوا على وجود إسرائيل فالفكر الصهيوني مخالف لتعاليم التوراة. وعلى العالم كله أن يتوحد ضدها وإذا أرادت الأمم المتحدة السلام فعليها بإزالة إسرائيل فقبل بناء دولة إسرائيل عاش المسلمون واليهود».

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم 12 أكتوبر، تداولاً لمقطع فيديو نشره عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري ليندسي جراهام تدوينة على صفحته الرسمية بمنصة X  (تويتر سابقاً) نقلاً عن مقابلة له في قناة فوكس نيوز الأمريكية قال فيها: «نحن في حرب دينية، أنا أقف مع إسرائيل، قوموا بكل ما يتوجب عليكم القيام به للدفاع عن أنفسكم، قوموا بتسوية المكان».

كما أكد بلينكن وزير خارجية أمريكا خلال مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب مساء اليوم مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني على الدعم الأمريكي الدائم لقتل الفلسطينيين.

شكراً جراهام.. إنها حقاً حرب دينية والحمد لله.. فوعد الله سيتحقق والعالم يتشكل من جديد بدون إسرائيل وإعلان قيام دولة فلسطين على كافة أراضيها بعد نصر مبين من الله.

 خاطرة:

هددونا بحاملات الطائرات وأسلحة القاذورات

أنشدنا: الله اكبر.. وعد الله يتحقق.

قالوا: ستكون إبادة برية بجيوش مدوية وصناعة أمريكية

رفعنا أكف الضراعة قائلين: «ربي أني مغلوب فانتصر»

تحالفوا واجتمعوا للقضاء علينا

فقلنا: صدق الله.. جاء وعد الآخرة

هنيئا لنا اختيار الله لنا

وتعسا لهم تكالب الدنيا عليهم.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى