المستشار الألماني : نرفض بشكل قاطع تدخل أي جهة خارجية في شئون البلاد الداخلية
بعد تصريحاته المثيرة التي أثارت استياء الأوروبيين، لا سيما ألمانيا، رد المستشار الألماني أولاف شولتس على نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس بشكل حازم.
شولتس أوضح في كلمته التي ألقاها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم السبت أن بلاده ترفض بشكل قاطع تدخل أي جهة خارجية في شؤونها الداخلية، منتقداً التدخلات التي صدرت عن فانس والملياردير الأميركي إيلون ماسك لدعم حزب البديل اليميني الألماني.
وأكد شولتس أن الديمقراطية مهددة عندما يتم استغلالها من قبل أحزاب غير ديمقراطية، مشيراً إلى أن غالبية الألمان يعارضون الأحزاب التي تتغاضى عن ماضي النازيين، وبين السطور كان يشير بوضوح إلى “حزب البديل”.
“لا نسمح بتدخل الآخرين”
وأضاف أن التزام ألمانيا بمنع أي عودة إلى الحقبة النازية يتنافى تماماً مع دعم هذا الحزب، مؤكداً أن الدروس المستخلصة من التاريخ تمنع التسامح مع أي عودة للفاشية تحت أي شكل. كما شدد بقوله إن بلاده لن تسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونها الداخلية من أجل دعم حزب مثل البديل من أجل ألمانيا.
تصريحات شولتس جاءت في أعقاب لقاء عقده نائب الرئيس الأميركي يوم أمس مع زعيمة حزب البديل، أليس فايدل، على هامش مؤتمر ميونيخ، وذلك بينما تستعد ألمانيا للانتخابات المقررة في 23 فبراير الجاري. يذكر أن استطلاعات الرأي الأخيرة وضعت حزب البديل في المرتبة الثانية ضمن المشهد السياسي الألماني، بحصوله على تأييد يقارب 20%. ومع ذلك، أكدت الأحزاب الألمانية الرئيسية رفضها التعاون مع هذا الحزب.
إيلون ماسك يلعب دوراً مثيراً للجدل
في السياق ذاته، لعب إيلون ماسك دوراً مثيراً للجدل بإقحام نفسه في السياسة الألمانية. فقد وجه انتقادات متكررة للمستشار الألماني وحزبه، ودعا الألمان علناً إلى التصويت لصالح حزب البديل، مدعياً أنه الحزب الوحيد القادر على إنقاذ البلاد. كما هاجم ماسك شولتس ووصفه بعبارات مهينة في وقت سابق، ولم يكتفِ بالشأن الألماني فقط، بل امتدت تدخلاته إلى سياسات دول أوروبية أخرى، من بينها بريطانيا وإسبانيا، حيث وجهت له الأخيرة اتهامات بدعم أحزاب تحتوي على توجهات متطرفة.
