نيويورك تايمز: ولي عهد أبوظبي أكثر زعيم عربي نفوذا
نون–وكالات
حددت صحيفة “نيويورك تايمز” حوالى 5 سمات تمكن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ان يكون أكثر زعيم عربي نفوذا، موضحة أن تأثيره داخل الولايات المتحدة بلغ مستوى غير مسبوق في عهد الرئيس دونالد ترامب.
ونشرت تقريرا تطرقت فيه إلى خمس “نقاط قوة” لولي عهد الإمارات البالغ من العمر 58 عاما، والذي قد يكون أغنى رجل في العالم، إذ يسيطر على صندوق الثروة السيادي الإماراتي بقيمة 1.3 تريليون دولار ويعد العتاد الذي يملكه جيش بلاده الأحدث عربيا.
1. النفوذ الإقليمي
اوضحت الصحيفة النفوذ الإقليمي الذي اكتسبته الإمارات في عهد محمد بن زايد، إذ تنفذ القوات الخاصة لها عمليات في اليمن وليبيا والصومال وشبه جزيرة سيناء المصرية، وأقامت أبوظبي سلسلة موانئ وقواعد عسكرية في القرن الإفريقي.
واضافت الصحيفة أن بن زايد لعب دورا في وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر، واستخدم نفوذه في الولايات المتحدة لتعزيز مواقع ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان، وقاد حملة مقاطعة قطر.
واشارت الصحيفة إلى أن بن زايد هو أول زعيم عربي يبدي علنا خلافه مع واشنطن بخصوص عدد من المسائل الملحة ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين، بما فيها التدخل العسكري في اليمن والأزمة القطرية، مضيفة أن سياسة إدارة ترامب إزاء التسوية الفلسطينية الإسرائيلية تعود في بعض النواحي إلى النهج الذي يدافع عنه ولي عهد أبوظبي منذ نهاية ولاية سلف ترامب، باراك أوباما.
2. التعاون العسكري مع الولايات المتحدة
نوهت الصحيفة إلى ولي عهد أبوظبي تمكن من زيادة القدرات العسكرية لبلاده مستفيدا من الشراكة مع الولايات المتحدة.
وفي عام 1991، اقتنى الشيخ محمد من واشنطن 80 مقاتلة من طراز “إف-16” و20 مروحية “أباتشي” الحربية وأستأجر ضباطا ورجال استخبارات أمريكيين سابقين كمستشارين لديه.
وكما شرع بن زايد بتطوير الصناعة الدفاعية داخل الإمارات، ما جعل من الإمارات اليوم الدولة العربية الوحيدة التي تقاتل قواتها إلى جانب الولايات المتحدة في ستة نزاعات مسلحة، هي: العراق، وكوسوفو، والصومال، وأفغانستان، وليبيا، بالإضافة إلى الحملة ضد تنظيم “داعش”، واكتسب ولي عهد أبوظبي قدرات لتنفيذ عمليات عسكرية خارج حدود البلاد.
3. عدم الخضوع لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
أشارت الصحيفة إلى أن ولي عهد أبو ظبي لا يتبع عشوائيا نهج الولايات المتحدة في المنقطة، بل يتحدى أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة سياسات واشنطن.
وخلافا للمخططات الأمريكية، عمل الشيخ محمد بن زايد على تعزيز مواقف السيسي في مصر وقدم دعما عسكريا إلى قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر وتجاهل النداءات الأمريكية لإنهاء الخلاف مع قطر.
في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن المخططات الإقليمية لدولة الإمارات في السنوات الأخيرة أتت في بعض الأحوال ثمارا مثيرة للجدل، بما في ذلك الحرب في اليمن والخلاف الدبلوماسي في الخليج.
4. حلفاء داخل الولايات المتحدة
من جانب آخر، يبذل ولي عهد أبوظبي مساعي ملموسة من أجل الحفاظ على دعم حلفائه في الولايات المتحدة، إذ ينفق عشرات ملايين الدولارات سنويا على استئجار مسؤولين أمريكيين سابقين وتمويل حملات لوبي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دعم مشاريع خيرية وعلمية تهتم بها واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ محمد عقد اجتماعا سريا مع صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر قبيل تولي الرئيس الحالي مقاليد الحكم، كما أصبح الزعيم العربي الوحيد الذي ورد اسمه في تقرير المحقق الخاص روبرت مولر، ويعتقد المدعون الأمريكيون أنه لعب دور الوسيط في المشاورات بين الولايات المتحدة وروسيا.
5. الأسلوب الشخصي
ويمثل الأسلوب الشخصي لولي عهد أبوظبي، حسب الصحيفة، إحدى نقاط قوته، إذ يشيد مسؤولون أمريكيون دائما بتحفظه وفضوله وتواضعه، مؤكدين أن الشيخ محمد يشارك ضيوفه طعامه وشرابه ويروي لمسؤولين من واشنطن كيف زار ديزني لاند بصورة غير رسمية مع أطفاله.
ويدافع بن زايد خلال هذه اللقاءات تدريجيا عن مواقفه، موضحا أن عداءه لـ”الإخوان المسلمين” يستند إلى تجربته الشخصية إذ حاول أحد معلميه جره إلى الجماعة، وأن العالم العربي ليس مستعدا للديمقراطية لأنه سينتخب الإسلاميين.
وأوضحت الصحيفة أن الإمارات تعد اليوم دولة أكثر ليبيرالية من جيرانها العرب من حيث مشاركة النساء في الحياة السياسية وحرية العبادة، حتى على الرغم من أن منتقدي هذه الدولة يتهمونها بعدم تسامح سلطاتها مع أي معارضين سياسيين.