
توج معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الشاعر الإماراتي عبد الرحمن الحميري لفوزه بمسابقة «أمير الشعراء» من الموسم الحادي عشر لبرنامج «أمير الشعراء» الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، وذلك مساء أمس الخميس على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي بحضور معالي فارس خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وعبدالله مبارك المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للتراث بالإنابة، والمديرون التنفيذيون للقطاعات في الهيئة، وعضوا اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور عماد خلف والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
النتائج النهائية:
أعلنت النتائج النهائية للمنافسة، بعد جمع درجات لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور محمد حجو، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، وتمثل 60 درجة منها 30 منحت في الحلقة نصف النهائية ومثلها منحت في الحلقة النهائية، ودرجات تصويت المشاهدين التي تمثل 40 درجة.
وأسفرت النتيجة عن إحراز الشاعر عبدالرحمن الحميري المركز الأول بحصوله على 86 درجة من 100 ليفوز بجائزة قدرها مليون درهم بالإضافة إلى بردة الشعر وخاتمه، بينما حل الشاعر اليمني عبدالواحد عمران في المركز الثاني بـ 57 درجة، وحاز على جائزة قدرها 500 ألف درهم، وذهب المركز الثالث للشاعر السوري يزن عيسى الحاصل على 55 درجة وحاز على 300 ألف درهم، وجاء رابعاً الشاعر المغربي عثمان الهيشو قرابشي بحصوله على 51 درجة وجائزة قدرها 200 ألف درهم، وفي المركز الخامس الشاعر الموريتاني عبدالله صلاحي بنتيجة 50 درجة وجائزة قدرها 100 ألف درهم، وفي المركز السادس الشاعرة أسماء الحمادي من الإمارات بـ 49 درجة وجائزة قدرها 50 ألف درهم.
وبمناسبة ختام الموسم الحادي عشر من البرنامج، أكد معالي فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبو ظبي للتراث، على أن برنامج «أمير الشعراء» رسّخ ريادة العاصمة أبو ظبي باعتبارها مركزاً فكرياً وأدبياً بارزاً في إحياء الموروث الحضاري العربي، واكتشاف المواهب الشعرية من خلال برامجها ومبادراتها الداعمة للشعر والشعراء، مشيراً إلى أن هذا النهج يأتي في إطار توجيهات القيادة الرشيدة، التي تسعى إلى الحفاظ على الهوية العربية وصون الإرث المعرفي العريق للشعر العربي، باعتباره ديوان العرب وسجلاً لتاريخهم.
وأشاد المزروعي بالمستوى الذي قدمه 20 شاعراً من 14 دولة في الموسم الحادي عشر، مؤكداً أن «أمير الشعراء» يواصل دوره في إبراز الشعر الفصيح وتعزيز مكانته في المشهد الأدبي في العالم العربي، منوهاً بجهود هيئة أبو ظبي للتراث في دعم استراتيجية الإمارة الهادفة إلى إبراز مكانة الشعر، وترسيخ حضور أبو ظبي كوجهة عالمية للآداب والفنون، وحماية التراث الإماراتي واستدامته للأجيال القادمة.
من جهته هنأ عبد الله مبارك المهيري مدير عام هيئة أبو ظبي للتراث بالإنابة الشعراء الفائزين بوصولهم إلى نهائيات البرنامج في موسمه الحادي عشر، معرباً عن اعتزاز وتقدير هيئة أبو ظبي للتراث بكل الشعراء الذين شاركوا في البرنامج بمراحله ومواسمه المختلفة، وأضاف: «أن الأمسية الختامية تعد تتويجاً لمسيرة حافلة خاضها الشعراء الستة تخطوا خلالها عدة مراحل».
وقال: «إن البرنامج حقق جملة من الأهداف يأتي على رأسها ترسيخ مكانة العاصمة أبو ظبي وتعزيز دورها في توطيد التفاعل والتواصل الشعري بين الشعوب، وإحياء الاهتمام بالشعر العربي لدى الأجيال الجديدة وتقوية ارتباطهم بموروثهم الشعري، إلى جانب اكتشاف المواهب الشعرية، وتعزيز الاهتمام بالشعر بين المتلقين».
وأكد على: «أن كل هذه الأهداف ما كانت لتتحقق لولا الرؤية الثاقبة، والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، وهي الرؤية الرامية إلى تحقيق النهوض والتقدم في مجالات الحياة كافة، بما فيها الشعر العربي الذي يحمل في مضمونه رسالة السلام والتسامح إلى العالم أجمع».
بين القصائد:
افتتحت الحلقة الشاعرة أسماء الحمادي بقصيدتها «بين اسمين» التي أشاد بها الدكتور علي بن تميم، وناقش موضوعها وطريقة تناول الشاعرة له، كما أعرب عن إعجابه بنجاح الشاعرة في التدرج في السرد، فيما نوه الدكتور محمد حجو بوفاء الشاعرة لأسلوبها في القصيدة، وذهب الدكتور محمد أبو الفضل بدران إلى أن الشاعرة أبدعت في القصيدة.
وألقى الشاعر عبد الرحمن الحميري قصيدة بعنوان «الفوات» حازت إعجاب لجنة التحكيم فأسبغ عليها الدكتور علي بن تميم وصف الجمال، بينما أشار الدكتور محمد حجو إلى أن النص فيه معان عميقة يصور بها القلق والصراع النفسي، وأثنى الدكتور محمد أبو الفضل بدران على القصيدة والشاعر.
ثالث نجوم الحلقة كان الشاعر عبد الواحد عمران وقصيدته «الموقنون الحيارى» التي قال عنها الدكتور محمد أبو الفضل بدران إن فيها بوحاً شفيفاً ونجوى رقيقة، فيما أشاد الدكتور علي بن تميم بتمكن الشاعر من اللغة، وقدم الدكتور محمد حجو قراءة مقتضبة لمعمار القصيدة وبنيتها المعنوية.
أناشيد الختام:
المتسابق الرابع الشاعر عثمان الهيشو قرابشي ألقى قصيدة «رحلة أخرى لابن بطوطة» التي وصفها الدكتور علي بن تميم بأنها من أجمل قصائد الشاعر في البرنامج، وأشاد الدكتور محمد حجو برمزيات القصيدة ونجاح الشاعر في تصوير موضوعها، كما أثنى الدكتور محمد أبو الفضل بدران على القصيدة وموضوعها.
ومن ثم الشاعر المختار عبدالله صلاحي من موريتانيا وقصيدته «أوركسترا الخلود.. نشيد الختام» التي أشاد الدكتور محمد حجو بمعانيها ورموزها، وامتدح الدكتور محمد أبو الفضل بدران بلاغة الشاعر في تعبيره عن موضوع القصيدة، فيما بذل الدكتور علي بن تميم ملاحظات مختصرة عن النص وبعض تعبيراته التي أحسن فيها الشاعر وأخرى رأى أنها كانت بحاجة إلى إعادة نظر.
آخر المتسابقين كان الشاعر يزن عيسى الذي ألقى «العشب» التي أثنى عليها الدكتور محمد أبو الفضل بدران وقال إنها تنبئ بموهبة شعرية، وقال الدكتور علي بن تميم إنها القصيدة الأجمل للشاعر بين قصائده التي ألقاها في البرنامج، فيما ناقش الدكتور محمد حجو رمزية العشب في النص ودلالاته.
واستضافت الحلقة الختامية الفنانة أريام والفنان فيصل الجاسم اللذين قدما لوحة غنائية من ألحان الفنان عادل عبد الله وكلمات الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر، (المتوفى مطلع القرن الثامن عشر) تجلى من خلالها تناغم اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية، بما يعكس جماليات الشعر النبطي والفصيح ويوضح تطابق الأسس الفنية لهما من وزن وقافية.