نريد هيلاري
اقتربنا من النهاية. بعد يومين تنتهي التوقعات والمناوشات، ويطلق الأميركان صفارة النهاية، الثلاثاء هو يوم الحسم، وباحتساب فرق التوقيت ستكون الساعات الأولى من الأربعاء بتوقيتنا المحلي بداية فرز الأصوات للانتخابات الرئاسية.
العالم يترقب، ومراكز الاستطلاع يضرب بعضها بعضاً، ونحن ما بين «لا حول الله» و«الحمد لله» نتأرجح نتيجة تأرجح تلك المراكز. «هيلاري تتفوق» وفجأة «هيلاري تتراجع» ويقفز «ترامب». نقاط تضاف هنا وهناك، وجباه تتصبب عرقاً، وقلوب تزداد دقاتها، وحملات تكذب ضد حملات، ولا أحد يستطيع أن يطمئن مرشحه.
بصراحة غالبيتنا مع هيلاري، نؤيدها، ونريدها رئيسة، فهي الأفضل، على الأقل شكلاً هي الأفضل، وحديثاً هي الأفضل، وسمعة هي الأفضل، وابتسامة هي الأفضل، وضحكة هي الأفضل، ومعرفة هي الأفضل، وتدريباً على المسؤوليات هي الأفضل.
يعني أنها صاحبة خبرة رسمية. وكما قالت يمكن أن تؤتمن على «شفرة» السلاح النووي، وقد كانت تنام بالقرب من الحقيبة ذات الأرقام السرية ثماني سنوات، وهي تنظر إليها مطمئنة بأن زوجها الرئيس لن يستخدمها.
وفي المقابل كلنا تقريباً لا نرغب في «ترامب»، لا نريده رئيساً. فالرؤساء المنفلتون، أو لنقل كلمة أقل وقعاً، الرؤساء المتدربون، الذين لا يملكون خبرات في إدارة الدولة العظمى، ولم يشاركوا في وضع سياساتها وحل مشكلاتها، والذين يظنون أن رئاسة دولة بحجم الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أكثر من الاستعراض في الميادين، واتخاذ قرارات لا يتوقعها أحد، ويطبقون نظريات شاهدوها في أفلام «هوليوود».
مثل هؤلاء الرؤساء، وترامب أحدهم إذا فاز، يتركون العالم كله ويتدربون علينا، يتمتعون وهم يجربون حظهم في منطقتنا، وهذه المنطقة في الوقت الحاضر تمر بتجارب تغنيها عن تجارب رئيس متدرب يدخل البيت الأبيض.
[bctt tweet=”هيلاري تعرف الناس، وتعرف أسماء الدول، ولديها معارف وصداقات، ولهذا نريدها أن تفوز وتكون رئيساً للولايات المتحدة” via=”no”]، و[bctt tweet=”لا نريد دونالد ترامب، لأنه يتحدث لغة لا نفهمها!!” via=”no”]