نون والقلم

ناصر محمد بن مفتاح الشامسي يكتب: «فزعة» محمد بن زايد

بعيدا عن الفزع المصاحب لحالة الرعب التي نشرها فيروس كورونا جاءت الفزعة الإماراتية لتواكب  موجات الإجراءات الاحترازية التي سادت كل أنحاء العالم بكل ما صاحبها من مظاهر القلق والرعب خوفا من الفيروس المستجد، الذي اقتحم حياة البشر في كل ربوع الكرة الأرضية.

ورغم كل المحاذير من التعامل مع المصابين بالفيروس الفتاك أطلقت دولة الإمارات العربية مبادرة لم تشهد الدنيا مثيلا لها من قبل حيث احتضنت 215 من جنسيات عربية وأجنبية في مدينة الإمارات الإنسانية التي أقيمت في 48 ساعة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أطلق المدينة الإنسانية في مبادرة تستحق أن توصف بـ «فزعة» محمد بن زايد والتي تعد امتدادًا لمسيرة الخير التي أطلقها قبل خمسين عامًا المغفور له الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه.

ونتوقف أمام لفظ «الفزعة» وهي من أهم مصطلحات الخير في الموروث الإماراتي وتعني تحديدًا الغوث ومد يد العون ومساندة المحتاجين في الظروف الصعبة أو وقت الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية وقد كانت الفزعة دائما هي الوسيلة لتأكيد أسمى معاني التكامل الاجتماعي في مجتمع يشعر كل فرد فيه بأنه في أمان وسط الكل وأنه بدوره خادم للكل.

وهنا نجد أن الإجراءات الاحترازية في الإمارات تجاه فيروس كورونا المستجد قد اتخذت طابعا إنسانيا فريدًا وغير مسبوق في التعامل مع الأوبئة التي عرفها العالم خلال السنوات الماضية بعد أن بادرت دولة الإمارات إلى تأكيد ريادتها للعمل الإنساني العالمي باتخاذ موقف حماية البشرية من تداعيات الإصابة بفيروس كورونا ولم يقتصر ذلك على توفير الرعاية الطبية والتوعية الصحية لشعبها وكل المقيمين على أرضها بل امتدت مساعيها وجهودها إلى حماية الشعوب في الدول الشقيقة والصديقة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة بكل حكمتها السديدة.

لقد وقف العالم كله في موضع الإعجاب والتقدير والامتنان لتلك الخطوة الرائعة و الرائدة التي قامت بها قيادة الإمارات عندما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بتوفير كل الإمكانيات لإجلاء الأشخاص المغتربين في الصين والعالقين في مقاطعة هوبي الصينية التي تفشى فيها هذا الوباء الفيروسي المستجد كورونا حيث قامت الطائرات الإماراتية بنقل هؤلاء العالقين وعددهم 215شخصا من الجنسيات العربية والأجنبية بلا استثناء علاوة على توفير الرعاية الصحية الكاملة في مدينة الإمارات الإنسانية التي أنشئت خصيصا لاستقبال العالقين وعلاجهم.

إن ما قامت به دولة الإمارات هو امتداد للإجراءات الاحترازية المطبقة في البلاد لكنه يشير أيضًا إلى أن دولتنا الناهضة قد امتدت بأياديها البيضاء لتكون سدًا واقيًا ضد الوباء ولتحقق للأشقاء و الأصدقاء وقاية احترازية لشعوب أخرى وهو ما يعد قمة الإنسانية التي أرسى قواعدها المغفور  له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والتي تسير على نهجها القيادة الرشيدة للبلاد.

رئيس وكالة ليوا الإعلامية بأبوظبي

 

tF اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى