مليون سؤال وسؤال
سنضيف سؤالاً إلى أسئلة الأمم المتحدة، ففي سوريا تنسج حكايات وحكايات، شهريار هناك، وشهرزاد أيضاً هناك، ولكن ألف ليلة وليلة ليست هناك، هي غير كافية لاحتواء تفاصيل ما يحدث في كل مدينة وضاحية سورية، ولا يمكن أن تروى في هذا العدد البسيط من الليالي.
فحدد مسؤول أممي كبير، مليون سؤال حول المناطق الأربع التي تحدثوا عنها في الأستانة، وقالوا إنها ستكون «آمنة» أو «مخففة»، وحتى نعيد للتاريخ هيبته، سنزيد سؤالاً على أسئلة الأمم المتحدة، ونكرر مأساة وطن هذه المرة، وليست مأساة امرأة جميلة!!
توقعنا أن يفعلها ذلك المسؤول الذي أفاق من سبات عميق، وتذكر أنهم معنيون بالشأن السوري، أقول لكم، توقعنا أن يسرد علينا ذلك المسؤول المليون سؤال، واحداً تلو الآخر، ليوم أو يومين أو شهر أو شهرين أو حتى سنة، أردنا أن نتعلم منه ونستفيد، وأن نفهم ما الذي يدور في سوريا.
فقد نجد من بين المليون سؤال موقفاً يعبر عن إرادة دولية جادة، وقد نجد معلومة تستند إلى الحقيقة الغائبة أو المغيبة في دهاليز ذلك المبنى الشاهق في مدينة نيويورك، وكيف تموت القرارات ويصفى دمها في مجلس الأمن.
ولم يحدث شيء من ذلك، تركنا مستشار الشؤون الإنسانية في المنظمة الدولية «يان إيغلاند»، وهو المختص بالشأن السوري، نغوص في جهلنا، أو كما يقال بالعامية «على عمانا»، فلا نحن عرفنا سؤالاً واحداً من المليون سؤال، ولا نحن نملك القدرة على استنتاج كل هذا الكم الهائل من الأسئلة، ولسنا من المنجمين حتى نحل مكانه ونؤدي عمله، فهذا رقم كان يصعب عده قبل زمن، إنه ألف ألف كما كان يحسبه أسلافنا، ولولا «صفر» العالم العربي الخوارزمي، ما كتب هذا المليون أو ذكر.
على العموم، لا نريد أن ندخل في مجادلة غير نافعة، فالأمم المتحدة يمكن أن ترثى، ولكن لا تلام ولا تعاتب، فيدها مغلولة منذ أن عهدناها، ومع ذلك، نحن سنطرح السؤال الذي يلي المليون، حتى تكون لدينا حكاية تحكى للأجيال القادمة، والسؤال يقول، هل تتنصل الأمم المتحدة من واجبها وتنأى بنفسها عن الإشراف الميداني على تنفيذ اتفاق المناطق الآمنة أو المخففة أو المخفضة للتوتر والقصف والذبح والتشريد؟!