غير مصنف

مدافع وأسلحة ثقيلة تستخدم لحل نزاعات عشائرية عراقية

في ظل الانتشار الواسع للمظاهر المسلحة ووفرة الأسلحة بأنواعها، شهد العراق خلال السنوات القليلة الماضية عودة مخيفة لظاهرة التناحر والخلافات العشائرية، كالتنازع على المياه والأراضي أو الثارات، لتضاف إلى روافد وسبل الموت في البلاد.

النزاعات العشائرية، بعد الفوضى التي شهدها العراق وصدور فتوى الجهاد الكفائي التي دعا إليها المرجع الديني علي السيستاني، وإطلاق يد المليشيات من قبل الحكومة السابقة بحجة محاربة تنظيم “الدولة”، وبعد وفرة السلاح في أغلب مناطق العراق ومدنه، أخذت النزاعات العشائرية طابعاً آخر يختلف عن السابق.

فقد شهدت محافظة ديالى خلال الأسبوع الماضي، نزاعاً عشائرياً استخدم فيه مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بحسب ما أكده مسؤولون في الحكومة العراقية وشيوخ عشائر من المحافظة.

وقال الشيخ خالد العزاوي، ، إن النزاع الأخير الذي حصل في ناحية “أبي صيدا” التابعة لقضاء المقدادية وسط محافظة ديالى شرق بغداد، بين عشيرتي “ربيعة” و”الصريوات” تطور كثيراً نتيجة غياب سلطة القانون في المحافظة، وانخراط معظم أبناء تلك العشائر في صفوف المليشيات، وإن العشيرتين لجأتا إلى استخدام المدافع الثقيلة وسلاح الهاون وأسلحة متوسطة، فضلاً عن القنابل اليدوية.

وأضاف أن النزاع تسبب بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين من كلتا العشيرتين، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية وقفت متفرجة ولم تستطع التدخل لإيقاف النزاع ونزع سلاح العشيرتين.

وطالب العزاوي الحكومة المركزية بوضع قوانين صارمة وموقف حازم لمحاسبة العشائر المتقاتلة وسحب الأسلحة منها، مشيراً إلى أن بعض العشائر أصبحت سلطة تحكم نفسها بنفسها بعيداً عن قوانين الدولة.

من جهته أعرب النائب عن تحالف القوى العراقية صلاح الجبوري، عن قلقه وأسفه للمعارك الدائرة بين عشيرتين في محافظة ديالى، مطالباً القوى الأمنية بالتدخل العاجل لحقن الدماء وحفظ الأمن.

وقال في تصريح صحفي: “إننا في الوقت الذي نطالب المسؤولين بالتدخل العاجل لإنهاء الصراع بين عشيرة ربيعة وعشيرة صريوات، نستغرب من أن النزاع استخدم فيه كل الأسلحة ماعدا الطائرات، وهذا الأمر يتطلب إعادة النظر بقضية انتشار الأسلحة خارج إطار الدولة، سواء ما يتعلق بالعشائر أو داعش أو المليشيات”.

ودعا الجبوري كبار عشيرة ربيعة وصريوات لإنهاء النزاع والخلاف، والحفاظ على دماء أبناء العشيرتين، “خصوصاً وأننا نعيش في أيام الله الداعية إلى التسامح والغفران”.

وكانت عدد من محافظات العراق الجنوبية قد شهدت في وقت سابق نزاعات عشائرية تطورت إلى استخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة؛ سقط على إثرها عشرات القتلى.

ومن جانبه قال الناشط المدني في محافظة ديالى هشام الصجري، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، إن صداقة السلاح وكثرة النزاعات تسببت بتفكك المجتمع العراقي، وأثارت النعرات القبلية والعشائرية والكراهية.

وحذر الصجري من حدوث فوضى عارمة في البلاد في حال استمرت مثل هذه النزاعات، مطالباً الأجهزة الأمنية بالرد القاسي على الخلافات العشائرية التي وصفها بالخارجة عن القانون، في حين دعا الحكومة العراقية إلى إلغاء الألقاب في هوية الأحول المدنية والمخاطبات الرسمية وغير الرسمية وغيرها من الأمور.

زر الذهاب إلى الأعلى