محمود علام يكتب: معرض عجمان.. واستحضار المستقبل
أصبح تنظيم المعارض حرفة رائجة تؤمن لمنتجي كل ألوان السلع فرص اللقاء المباشر مع المستهلكين أيا كانت احتياجاتهم الحياتية من غذاء وكساء وعلاج وعقار وسفر وتعليم.
ولا يخلو شهر من شهور السنة من معرض أو أكثر يسعى بداية إلى ترويج سلعة ما بصرف النظر عن نوعيتها مادامت تجد لها في السوق مشتريا أو مستهلكا وهذا بالطبع حق للمنتجين ينعكس أثره على أفراد المجتمع سواء بتحسين المنتج أو تخفيض السعر.
ولنا اليوم وقفة مهمة مع معرض لا يبتعد عن غايات الترويج والتسويق لأهم سلعة إذا جاز التعبير وهي تلك التي تقدمها مؤسسات التعليم الخاصة وقد امتلأت بها الساحة العربية في ظل الانفتاح الذي تشهده دول العالم في العصر الراهن.
فاليوم وعلى وجه التحديد ومع ختام الدورة السابعة من معرض عجمان الدولي للتعليم والتدريب يمكننا القول
دون أدنى مجاملة أو تجميل إن هذه الدورة بالذات قد أرست مفهوما جديدا للمعارض المتخصصة في خدمة التنمية الشامل حيث اعتمدت الجهة المنظمة للمعرض وهي غرفة تجارة عجمان نهجا جديدا في أساليب تطوير الشراكة وتبادل الخبرات والتعاون بين الجهات المشاركة وبين الطلبة وأولياء أمورهم من الباحثين عن فرص استكمال مسيرتهم التعليمية وفق متطلبات سوق العمل التي تشهد تحولات متجددة في ظل التقدم العلمي المذهل الذي تشهده كل مجالات الحياة.
فهذه الدورة تحديدا، وبعد سنوات من متابعة الدورات السابقة، تستحق منا القول بأن أهم ما تميزت به هو ما تم خلال اليومين الأول والثاني فقد ضمت فعاليات المعرض فيهما عددا من ورش العمل حول مستقبل الوظائف حتى عام 2040 وتلك إضافة مهمة لأجيال الحاضر كي تستشرف المستقبل بكل مستجداته العلمية والتعليمية والوظيفية وهو ما يضيء الطريق أمام الساعين إلى تحديد توجهاتهم وخياراتهم في الانضمام إلى ركب الخدمة الوطنية ومسيرة التنمية الوطنية الشاملة.
ومما يزيد الأمر بهاء وإعجابا أن تكون إدارة الإرشاد الأكاديمي والمهني بوزارة التربية والتعليم هي الجهة المنفذة والعارضة لهذه الفعاليات المبتكرة على منصتها في المعرض رغم إن الوزارة كجهة حكومية ليست بحاجة إلى تسويق نفسها ولا إلى الترويج لخدماتها لكن المسؤولية المجتمعية وحدها هي المحرك الأول لمشاركتها في معرض يضم عشرات المؤسسات الخاصة .
إن مشاركة الوزارة في المعرض كما أفصحت للجميع الدكتورة رابعة السميطي الوكيل المساعد لقطاع تحسين الأداء بوزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات تهدف إلى توعية وتعريف الطلبة والزوار بالخدمات التي تقدمها الوزارة وإرشاد الطلبة حول تحديد المسار وتحديد ميولهم المناسب عن طريق تطبيق مقياس الإمارات للميول المهنية.
فمنصة الوزارة عرضت البرنامج الوطني «وجهني» بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين والذي يهدف إلى تمكين طلبة المدارس والجامعات من الالتحاق بالتدريب الصيفي في القطاع الخاص، بالإضافة إلى مبادرة «سفراء المستقبل» والمختص بابتعاث الطلبة المتميزين إلى نخبة من الجماعات المرموقة عالميا إلى جانب تنظيم عدد من ورش العمل.
كما ضم المعرض عددا من الفعاليات المصاحبة اشتملت على 15 ورشة عمل تستهدف زوار المعرض ومنها ورشة متميزة كان عنوانها «وظائف المستقبل»، التي تعد استشرافا مبكرا لعالم الغد ومهن الأجيال المقبلة أو بمعنى أخر ومختصر هي حالة استحضار للمستقبل في زمن أجيال الحاضر ومن هنا ينطلق التميز في أروع الأشكال والصور.