محمود دشيشة يكتب: جامعة الدول العربية تتحرك في السودان
لعل من أفضل الأخبار التي قرأتها أخيرا و لو أنها جاءت متأخرة لكنها خير من أن لا تأتي فقد بدأ اليوم زيارة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية زيارة السودان للقيام بدوره في خلق حالة من التوافق بين المجلس العسكري السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهاني و بين قوي الثورة السودانية و علي رأسها قوي الحرية و التغيير للبدء في مفاوضات بين الطرفين للخروج بالسودان من حالة الصراع التي نشبت بعد نجاح الشعب السوداني في خلع الرئيس السابق عمر البشير .
هنا نقول أن جامعة الدول العربية تقوم بدورها في الحفاظ علي الدول والشعوب العربية ولا نرفض الوساطة الأثيوبية ولكن لا يصح أبدا أن تكون الوساطة الأثيوبية هي الوحيدة التي تسعي لتهدئة الأوضاع في السودان بل هي واجب أصيل من واجبات جامعة الدول العربية .
أنا أعتقد أن هذه الخطوة ستكون مقدمة لوضع الحلول الناجحة لخليط مشترك من المجلس العسكري والقوي المدنية وهي تجربة لابد من خوضها في ظل تمسك المجلس العسكري السوداني بتولي الحكم في الفترة الانتقالية لحين أجراء الانتخابات وتتخوف القوي المدنية من استغلال المجلس العسكري لتلك الفترة الانتقالية للسيطرة علي مقاليد الحكم و إقصاء القوي المدنية من المشاركة بالحكم بل أن قوي الحرية والتغيير كانت تنادي بالحكم المدني فقط وإقصاء المجلس العسكري وهو ما رفضه العسكريون رفضا قاطعا .
الآن حان دور الوساطة الهادئة الواعية لجامعة الدول العربية للاتفاق علي صيغة وسطية تضم جميع الأطياف عدا من أفسدوا من قبل وهم من تولوا الحكم لثلاثة عقود أضاعوا فيها ثروات السودان وضاع منهم جزء كبير من أرض السودان أصبح دولة منفصلة هي جنوب السودان و مازالت حركات التمرد موجودة في دارفور ومازال الشعب السوداني يعاني الفقر و انتشار الفساد .
يعلم الجميع أن السودان بلد غني بثرواته وأن السودان يستطيع أن يكون بأقل مجهود سلة الغذاء لكل الدول العربية وأن استقرار السودان له تأثير مباشر علي استقرار مصر ولهذا كان تدخل جامعة الدول العربية هو الخبر السعيد لنا اليوم وننتظر نفس الدور في الجزائر ودورا قويا في أزمة الخليج الملتهبة .. عودا حميدا لجامعة الدول العربية .