محمود دشيشة يكتب: الإرهاب حتما سينكسر
وأنا أستقل سيارتي و أسير بها في شوارع القاهرة تزاحمت الأحداث في رأسي حزنا علي شهداء حادث المعهد القومي للأورام.. تخيلت أني وأنا لا حول لي ولا قوة ويقرر أحد الإرهابيين تفجير نفسه أو سيارته فيمن يسيرون في الشارع معه فما ذنبي وذنب كل من يسير في الشارع.
كانت زفة العروسين تسير علي كورنيش النيل أمام المعهد القومي للأورام وسيارات الأقارب والأصدقاء والأحباب تزفهم إلي بيتهم ليبدؤوا حياتهم الجديدة، وكانت الأفراح تعم شارع كورنيش النيل وفي لحظة غادرة تحول الشارع إلي كتلة من اللهب التهمت كل من كان قريبا منها رجالا ونساءً وأطفالا لا ذنب لهم إلا أنهم أبناء هذا الوطن، وزلزل الانفجار مرضي المعهد القومي للأورام ومن يرافقهم من أهلهم .. هؤلاء المرضي يعالجون من أشد أنواع الأمراض التي تفتك بالإنسان ويعالجون بعلاج هو العذاب نفسه .. أعاذنا الله منه وكل من في العالم كله.. ورغم ذلك فالإرهاب لا يعنيه إلا أن يحول حياة المصريين إلي حزن وكمد ويبحث عن كل المناسبات وكل الطرق لتحقيق هذا الهدف الذي لن يصل إليه أبدا إن شاء الله .
لقد مرت حوادث إرهابية كثيرة منذ بدأت مصر الحرب ضد الإرهاب وتجرع المصريون الأحزان .. لم يستثني الإرهاب أحد لا جيش ولا شرطة ولا مواطنين ولا مصلين في الجوامع ولا حتى المرضي في المستشفيات ورغم ذلك فقد فشل في هز ثقة المصريين في وطنهم وقدرتهم علي هزيمة الإرهاب، وأنه حتما سينكسر ولن ينتصر الإرهاب في مصر حتى لو أنتصر في بلاد أخري وتسبب في خرابها ودمرها ولكن مصر ستنتصر .