نون والقلم

محمد يوسف يكتب: هذه بشائر خمسة أشهر!

قدّم لنا البشارة على طبق من فضة مرصّع بأحجار كريمة، وطلب يوماً واحداً بعد «زفة» العشرين من يناير، يوم واحد لا غير، سينهي فيه حرب أوكرانيا وروسيا، وكان يبدو أنه جاد في كلامه، وطلب مهلة حتى يصل إلى مكتب «مدير العالم»، فهناك القوة التي لا تضاهى، وهناك القرار الذي لا يكسر.

وزاد على جرعة التبشير ما أثار مشاعرنا، قال إن الحروب ستنتهي في فترة ولايته، واسترجع النقطة الأهم وهي «في الأيام الأولى لولايته الجديدة»، وكان يقصد حرب غزة، وصدّقناه، وانتظرنا الفرج، فأعجبته طريقة التمهيد للعهد الجديد.

ولم يتوقف، فقد شعر بالسعادة، وتخيّل نفسه حاملاً أكاليل الورد، وخلفه أقفاص «الحمام الأبيض» رمز السلام، فأضاف بنداً جديداً إلى بنود بشائره، وقال إنه سيصفّي سجلات «التوترات» العالمية، وتفاخر بما سينجزه في المستقبل الذي اختاره ليكون «الأيقونة» التي سوف تصنع السلام وتشيع الاستقرار وتنشر الرفاهية في ربوع المعمورة.

وها نحن نقترب من نهاية الشهر الخامس، الذي أضاف حرباً جديدة إلى الحربين القائمتين، حرب تدمير و«كسر عظام»، ليست وليدة اللحظة، حرب مدبّرة ومخطّطة ومنسّقة، وليست محصورة عند حدود، حرب إقليمية قابلة للتوسع في أي وقت، صواريخها تعبر دولاً وتثير رعب شعوبها، وصاحب البشارة ينفض يديه، يدلي بتصريحات تتضارب وتتعارك مع تغريدات ينشرها في حساباته الخاصة بوسائل التواصل.

قال إنه «غير منخرط» في الحرب، ثم قال إنه «غير متورّط» في التخطيط لها، ثم غيّر الاتجاه، وهدّد المعتدى عليه، وأعلن بأنه سيقف مع المعتدي إذا احتاج إليه!

غزة في مرحلة «الموت البطيء» نتيجة حصار التجويع، وأوكرانيا في كل يوم تخسر قرية ومدينة حتى تآكلت أراضيها، فماذا لدى الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، من «بشائر» يضيفها إلى تاريخه؟!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى