
محمد يوسف يكتب: من يُسكت الصواريخ؟
نتمنى أن يكون صحيحاً ذلك الكلام الذي يتردد في وسائل الإعلام؛ فالعودة إلى طاولة المفاوضات فيها مصلحة للجميع، تجنباً لكوارث تفوق ما شهدناه حتى الآن للحرب الإسرائيلية – الإيرانية، والتي لن تطال الطرفين المتنازعين فقط.
هناك مؤشرات على تحرك دول خليجية من أجل وقف إطلاق النار وفتح ملفات التفاوض من جديد، وهناك من يقول إن إيران طلبت الوساطة من تلك الدول، وهذا يعني إعادة النظر في الشروط التي عرقلت مفاوضات مسقط وروما، ويعني أن المنادين بالمرونة تجاه كل شرط استطاعوا تغيير المواقف، بعد استرجاع الحكمة واللجوء إلى العقل.
وهناك من يقول إن حكومة نتانياهو فتحت قنوات أمام دول أخرى للتحرك، ومحاولة إطفاء النيران المشتعلة، رغم التصريحات النارية، التي يطلقها رئيس تلك الحكومة وأتباعه من الوزراء وقادة الجيش، والإصرار على تحقيق الأهداف في ظل الظروف الناتجة عن تدمير الدفاعات الجوية، و«خلخلة» المراكز القيادية العسكرية.
فإسرائيل وإن كانت جراحها لا تقارن بجراح إيران، لكنها تشعر بمرارة مدفونة في صدور قادتها، فهذه المرة الأولى التي تذوق فيها مرارة الدمار والنار، وكم هي صعبة في آلامها وتأثيراتها المباشرة والمستقبلية، ومن كان في موقف الإسرائيليين، من يدخلون الملاجئ في اليوم الواحد خمس مرات كما قال هاكابي، سفير ترامب، لا بد أن يخافوا بعد أن عاشوا عدة أيام تحت رحمة صواريخ ومسيرات تحلق فوق رؤوسهم، وهي المرة الأولى للأجيال التي ولدت وترعرعت بعد 1973، فالقلعة المحمية لم تكن محمية، والقبة الحديدية وما معها من أنظمة الدفاع الجوي أصبحت مثل «المنخل»، الصواريخ مرت بينها، وحولت بعض المباني والأحياء إلى منظر شبيه بما كانوا يرونه في غزة وغيرها!
هذه حرب عبثية كما قلنا منذ البداية، نتيجتها ستنعكس على المنطقة بأكملها، وستطال العالم أيضاً، ولن يفوز فيها أحد، الكل خاسر، من مشعل النار إلى ذلك الذي يغذيها، ومن المغرور إلى المكابر، فقد انكشف الجميع، ولن يكون لهذه الحرب منتصر، فمن يسكت الصواريخ؟