نون والقلم

محمد يوسف يكتب: «مرحبا ترامب»

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متجه إلينا، هنا في الخليج العربي، في أول زيارة رسمية له منذ توليه الرئاسة، وهذه بادرة لافتة للأنظار، أنظارهم، أهل الغرب، وليس أنظارنا.

فالغرب مازال يعتقد بأن الأرض بدأت بأوروبا وانتهت في شمال أمريكا، وقد يتداركون هذا الخطأ ويعيدون حساباتهم، فالأصل هنا، في المشرق العربي عموماً لمن يعرف القراءة ويفهم التاريخ، هنا أرض الأنبياء، وهنا نزلت الرسالات الربانية، وهنا كان حلم أوروبا ومازال منذ العصور الغابرة وحتى اللحظة التي نحن فيها.

دونالد ترامب تجاوز أوروبا، وجاء إلى الخليج زائراً للإمارات والسعودية وقطر، وقد يجتمع بقادة مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق الأخرى، وبنية أوضحها في خطواته المعلنة في الأيام القليلة السابقة، نية حسنة كما يبدو، تستهدف إغلاق الملفات المفتوحة، بعضها حديث ناتج عن إدارات أمريكية سبقته، والبعض الآخر راكمته طوال عقود نظرة استعمارية زالت ولم تُزل آثارها.

ترامب رجل أعمال، يبني ولا يهدم، يطور نظرته إلى العالم بناء على الأرقام والنتائج، يحكمه الواقع، وهو كما عرف عنه أول من شارك في برامج الواقع التلفزيونية، حتى ولو فلتت منه بعض المواقف أو التصريحات في الأسابيع الأولى لولايته الثانية، فقد رأيناه وهو يتراجع ويصحح الأخطاء، ويعيد النظر في قراراته، والحق يجب أن يقال رغم رفضنا لتلك القرارات.

إن ترامب اليوم، وبالأخص في الأسبوع الأخير، كان بالفعل رئيس الدولة الأكبر والأغنى والأقوى في العالم، فقد حسم في تدخل سريع المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان، والتي كانت مرشحة للتحول إلى حرب قد تتورط فيها قوى إقليمية، وأوصل الرئيس الروسي بوتين ورئيس أوكرانيا زيلينسكي إلى القبول بالمفاوضات المباشرة وغير المشروطة في تركيا الخميس، وجعل الكل متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وغير نظرته إلى غزة ونتانياهو، وقد نسمع موقفاً جديداً بخصوص السلام الدائم، ووصل إلى اتفاق مع الصين ينهي الحرب الاقتصادية، وسجل تنازلات في «تعرفاته الجمركية»، وجهز الحوثي للقبول بالشراكة في اليمن أو التصفية.

الأصول تستدعي الترحيب بالضيف، وها نحن نقوم بالواجب، وأي كلام آخر يؤجل إلى ما بعد الزيارة!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى