
محمد يوسف يكتب: عند صنائع القائد نتوقف
عندما تبنّى الأب المؤسس، رحمة الله عليه وطيّب ثراه، زايد الخير، ربط مدن السودان بطريق يمتد لمئات الكيلومترات في بداية السبعينيات، لم يفعل ذلك حتى يكسب ود جعفر النميري ونظامه، ولكنه وبما عُرف عنه من حكمة وبعد نظر، رأى المستقبل الذي ينتظر الشعب الشقيق من منافع ذلك الطريق، فهو وسيلة اتصال بين أهالي المناطق المتباعدة، به تنتعش الحركة الاقتصادية، وتتطور التجارة الداخلية، وتتوافر الفرص للأيدي العاملة، ويتشارك شعب السودان في تبادل الخيرات.
وعندما واصلت اليد المباركة البناء وتنويعه في السودان بعد ذلك، كان الشعب السوداني هو الهدف عند زايد وخليفة، عليهما رحمة الله، مصانع ومستشفيات وبنى تحتية، وخير يعمّ ولا يخص، ومجتمع متكامل يقطف ثمار ذلك الخير.
وعندما تكون دولة الإمارات أول الواصلين إلى النازحين نتيجة الفيضانات، وأول من يشحن الخيام ويبني المعسكرات، وأول من يرسل الفرق الطبية والأدوية، وما زلنا نذكر مجاعة النصف الأول من الثمانينيات، عندما شحت الأمطار، وبارت الأراضي، وكيف تحرك أهلنا هنا في تنظيم حملات للتبرع لأهلنا هناك.
وبعدها أيضاً، ولم نلتفت لمن يحكم السودان، ولم نسأل عن انتمائه وفكره وأسلوب إدارته لبلاده، فذلك شأنهم، وإذا احتاجوا إلينا في خلافاتهم كانت بلادنا مفتوحة لاستقبالهم، وتقريب وجهات نظرهم، ولم تتوقف اليد الممدودة يوماً عن مساندة إخوتنا في السودان، بعيداً عن التحولات والتغييرات المتلاحقة في الداخل السوداني، من سوار الذهب إلى المهدي إلى البشير والترابي والإخوان وحتى هذا البرهان الذي يثبت كل يوم أنه كتلة من البهتان!
وعندما يترفع الأصيل ابن الأصيل، ولا يرد على الإساءة بالإساءة، ويسير على درب حمل أمانته بنفس راضية، نفس تربّت على الخير والعطاء دون منّة، ويسابق حفظه الله الظروف القاسية، والأيادي الباطشة، ويستمر في إيصال ما يحتاجه الذين جار عليهم الزمان، ولم يفكر فيهم جيش يفترض أنه درعهم الذي سيحميهم، ومعه فكر أسود حاقد مدسوس من أتباع الإخوان، ويستمر في مقدمة المتبرعين للمنظمات الدولية الإغاثية ويبني معسكرات للاجئين بكل احتياجاتها، هنا، وهنا فقط، يجب أن نتوقف عند اسم محمد بن زايد، وصنائع القائد محمد بن زايد.