نون والقلم

محمد يوسف يكتب: حفظكم الله من كورونا

إجازة العيد قادمة، اعتباراً من الغد ستبدأ خطط التمتع بالأيام الأربعة، فنادق ومنتجعات وتكدّس في «المولات»، وتجاوز لكل الاعتبارات، وكأن ذلك الشيء المخيف قد زال مع تخفيف الإجراءات، والخوف كل الخوف من أرقام تصاعدية لحالات «كورونا» الجديدة.

بالنسبة لي، أعتقد أن ما حدث في إجازة عيد الفطر يجعلني لا أفكر أبداً في الانتقال من مكاني، هي «لدغة» واحدة «تؤدب»، فالذي حدث يومها كان أكبر من طاقة الاحتمال، وكنت أعتقد أنني قد بالغت في «التأفف» والنرفزة، ولكن من معي لم يكونوا أحسن حالاً منّي، ولم يستطع الصغير قبل الكبير أن يتمتع بلعبة أو مشاهدة الألعاب النارية، فالمكان الذي كنّا فيه كبير وراقٍ جداً، لكنه ضاق على الزائرين، حتى شُلّت حركة الناس، وأغلقت الأبواب في وجوههم، وجُمّدت طلبات المطاعم لتعذّر وصول الزبائن، وعجز العاملون عن تلبية الطلبات، وعندما تفتقت الأذهان باختيار أماكن بعيدة عن الفندق الذي نسكن فيه و«المول» الملحق به، واللجوء إلى «استادي» وكبابه المميّز في المنطقة القديمة، كانت الصدمة، رغم أننا استخدمنا «أقدم الوسائل في تحقيق المآرب»، وهي الواسطة من باب المعرفة، وقد وجدنا كل ترحيب هاتفياً، وعملياً وقفنا خلف الطوابير المتجمعة على الأبواب، ولم نستطع الوصول للشخص المعني لأكثر من نصف ساعة!

وبعد العودة حلّت «كورونا» ضيفة على بعضنا، خاصة من كانوا يردّدون «الحشرة مع الناس عيد»، فتزاحموا، ونسوا شيئاً اسمه «الكمامات»، ودفعوا الثمن مع الآخرين الذين حافظوا على الوسائل الاحترازية لأكثر من عامين، وسلموا من الوباء في شدّته، فإذا بهم يصابون في «الوقت الضائع»، فقد كنّا قريبين من الوصول إلى «صفر» إصابات، كنّا تحت 200 إصابة، والوفيات لم تسجل لفترة قاربت الشهر، ولأن الأعصاب هدأت، والنفوس اطمأنت، والقيود فُكّت، تراخى الجميع، فارتفعت المعدلات من جديد، وأصبحت إلزامية الكمامات مطلوبة في كل مكان.

سأقضي العيد مع العائلة، بعيداً عن التوتر والخوف، وحتى لا نكون أرقاماً إضافية، فإذا مللت سأروي شجرة، أو «أخرف» الرطب من نخلة، وأسأل الله أن يرحمنا برحمته.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى