نون والقلم

محمد يوسف يكتب: انتشى فازداد توحشاً

حالة انتشاء بادية، وبكل وضوح على بنيامين نتانياهو ووزرائه المتطرفين، نراها في ملامحهم، ونسمعها في كلامهم، وتترجمها أفعالهم.

لا أحد يستطيع أن ينكر أن أيديهم قد طالت، وأن إرهابهم قد عبر الحدود، ووصل إلى البحار، بعد تجاوزه الصحارى والقفار، وهم سعداء بذلك، كل واحد منهم يتحدث عن دمار أحدثه في أرض ليست أرضه، وضد شعب ليس شعبه، ولا يعيرون القوانين الدولية أي انتباه، والمكلفون بإنفاذ القانون الدولي أصبحوا من أولئك الذين يسدون آذانهم، ويغطون عيونهم، ويكتمون أفواههم!

ويوماً بعد يوم يحاول ذلك المتوحش ومن معه أن يزيد من توحشه، يكشر عن أنيابه، حتى نرى قطرات سمه الأزرق وهي تتدفق من ثناياها، فقد أحكم حصار مليوني شخص في غزة، حاصرهم من كل الاتجاهات، ومنع عنهم كل المساعدات، لا غذاء ولا دواء، ولا مأوى يحتضنهم.

وفي كل يوم يرتكب مذبحة جديدة، ومذبحة التجويع مستمرة، ولا أثر لأمين عام الأمم المتحدة، إنه خارج الصورة، وكأن الأمر لا يعنيه، منذ أن هدده نتانياهو بالإقالة عندما نطق بالحق في بداية حرب الإبادة الممنهجة، و«الأونروا» انزوت بعد أن بُح صوتها، ومجلس الأمن في إجازة دائمة، وأوروبا لا تزال تتحدث عن جرائم إسرائيل في غزة بكلمات تبدأ بالنفي وليس الإدانة!

نفخت صدور المتفاخرين، سموتريتش وبن غفير وكاتس ورابعهم المسمى نتانياهو، فهم يرون السيادة المطلقة على ما حولهم، ولا يتوقفون عند اتفاقات وقعوها بضمان أمريكي – فرنسي مع لبنان، وما زالوا يدمرون البنايات في الأحياء المكتظة بضاحية بيروت الجنوبية، ويحتلون مناطق من الجنوب، ويتقدمون داخل الأراضي السورية، ويقصفون القصر الجمهوري في دمشق، ويعبثون في «بندر عباس»، ويذهبون إلى المياه الدولية، ليعطلوا سفينة قبالة مالطا.

هم في حالة غير مسبوقة من النشوة، وهي نشوة كاذبة، مخادعة، يريدون أن يغطوا بها سقطاتهم منذ «يوم الغفلة» في 7 أكتوبر 23، وحتى عجزهم عن الانتصار على شعب أعزل في غزة!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى