نون والقلم

محمد يوسف يكتب: أوقفوا خطر هذه الحرب

هذا ما كان ينقصنا، حرب بين دولتين نوويتين عند الطرف الشرقي المطل على بحارنا وأراضينا، حرب أحقاد متراكمة بين من كانوا شعباً واحداً أيام الاستعمار البريطاني، ومن تلك الأحقاد، ومتاجرة القيادات على مر الزمان في الخلاف لتحقيق مكاسب سياسية منها، استمرت الهند وباكستان في إيذاء شعبيهما، وتنمية حالة البؤس، التي يعيش تحت خطها الأغلبية منهما.

ثمن الصاروخ يبني مدرسة، وقيمة الطائرة تعبّد طريقاً يربط المدن، وما ينفق على الجيوش على خطوط المواجهة يصنع حضارة، وللأسف أهدرت الأموال على وسائل الدمار فأضاعوا الطريق نحو البناء والارتقاء.

أكثر من مليار ونصف المليار من البشر هم سكان الهند وباكستان، كل قذيفة تسقط في بقعة ولو كانت نائية ستقتل عشرة أشخاص، وتجرح ضعفهم، من الطرفين وليس من طرف واحد، وكل رد على الرد سيرفع الأعداد، فإن فلتت الأمور وبرز المتهورون، وانتقل الصدام من مرحلة «ردة الفعل» إلى مراحل أخطر وأشد عنفاً، وانتقل الدمار إلى المدن والبنى التحتية، لن يحافظ أحد على «ضبط النفس»، فهناك نفوس ضعيفة، ومن خلفها فكر عقائدي معقد، تتداخل فيه التطلعات والخرافات.

دول الخليج العربية معنية بما يحدث على الحدود الهندية الباكستانية، ولأنها تحافظ على علاقات صداقة قوية مع طرفي النزاع، ولأن الخطر إذا اتسع مداه قد يلحق بها، ويكفينا ما حدث في المجال الجوي ليلة الأربعاء من فوضى لننتبه ونتحرك، بهدف نزع الفتيل، وتقريب وجهات النظر، وحل المعضلات، فنحن ربما نكون الطرف الوحيد غير المنتفع من انتقال المناوشات الحالية إلى حرب شاملة، وهذه ورقة تمنحنا الثقة لدى الطرفين المتنازعين، وتحقق الشروط المطلوبة في الوسيط، فهل نتحرك لإطفاء النار المشتعلة بالقرب منا؟

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى