- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب:سعيكـــم مشكـــور

هناك من يريد أن يكرر المشهد اليمني على الأزمة القطرية.

في العلن نرى وجوهاً جديدة تظهر في اللحظات الأخيرة، وهي التي اختفت لأكثر من شهر، كانت صامتة وكأنها تعيش في كوكب آخر، ولم تصدر عنها «كلمة طيبة» تهدئ النفوس.

ونسمع في العلن أيضاً أصوات الهواتف ترن في كل مكان، قادة دول كبرى تذكروا أن المهل قد انتهت، وأن حبل الصبر قد انقطع، فأرادوا أن يوصلوه من جديد.

وفي السر يدور ما يدور، كلمة من هنا وكلمة من هناك، واقتراحات تخطر على بال بعضهم بعد فوات الأوان، وأدوار دعائية يستغلها الآخرون لتلميع صورتهم الباهتة.

وتسريبات في كل مكان، يقدمها «القابضون على الدولارات» من أصحاب الوسائل الإعلامية الابتزازية، يتحدثون عن «رد قطر» وعن «حصر المطالب في خمسة بنود» وعن «مفاوضات مباشرة في دولة وسيطة»، وتخرج المقترحات، وكلها تصب في خانة التفاوض!

هكذا فعلوا في قضية الحوثيين، استخدموا كل الوسائل ليجمعوا الأطراف على إنهاء الانقلاب وسحب السلاح من المدن اليمنية وإعادة العمل بمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وفي الكويت تغير كل شيء، تفرعت المناقشات، وتشعبت الشروط، وبعد شهرين وأكثر أعلن عن فشل المفاوضات، لنكتشف بعد ذلك أن إيران، والذين يساعدونها في الداخل والخارج استغلوا وقف العمليات لتهريب الصواريخ وتمكين أتباعها من المواجهة القادمة.

هناك من يريد أن يكرر السيناريو اليمني على الأزمة القطرية، هكذا يبدو لنا من التحركات الأخيرة المريبة، وعلينا أن نتنبه لذلك، فنحن نراهن على الحق، وغيرنا يراهن على الوقت، يريدون خلط الأوراق لتُطمس تحت التراكمات الكلامية معالم مطالبنا الثابتة والمثبتة، والأسلوب الذي أفشل مفاوضات اليمن لا يمكن أن ينجح مع قطر، والجحر الذي لدغنا منه مرة لن نلدغ منة مرة أخرى.

من لديه «نية خير» فليذهب إلى الذين صنعوا الأزمة، أولئك أصحاب القرار الآن، فالمطلوب منهم بين أيديهم، وقراراتنا اتخذناها حماية لبلادنا، وسنتمسك بها، والمخطئ في حق إخوانه هو المطالب بالاعتراف بخطئه، وإزالة آثار تصرفاته، وساعتها سنقول لكل من سعى في الخير والمصالحة «سعيكم مشكور».

زر الذهاب إلى الأعلى