نون والقلم

محمد فؤاد يكتب: مصر ستبقى مرفوعة الرأس

حالة من القلق سادت بين جموع الشعب المصري عقب إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني لسد النهضة. وتعجرفها في الرد على الدولة المصرية. دون النظر إلى مدى الضرر الذي يؤثر على حياة 100 مليون مواطن مصري قد يواجهون خطر الجفاف.

بعد تعنت إثيوبيا في أزمة سد النهضة ووصول المفاوضات معها إلى طريق مسدود، وإصرارها على تنفيذ الملء الثاني رغم اعتراضات دولتي المصب مصر والسودان لتعرضهما لخطر نقص المياه، فإن قدرة مصر على مواجهة الأزمة مرتبطة بقدرة المصريين على التكاتف خلف قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

نحن نثق بشكل كامل في قدرة وحكمة وحنكة الرئيس السيسي ومؤسسات الدولة في إدارة تلك الأزمة والعبور بمصر والمصريين إلى بر الأمان، خاصة بعد التزام مصر بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب المصلحة العامة والسعي لاتفاق قانوني ملزم يتضمن المساواة لكل الأطراف ويلبي احتياجات الجميع.

لم يكن هذا الطريق، التفاوضي، قصيرًا أو حديثًا وإنما بدأت التفاوضات منذ عام 2011 بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل هذا السد، الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه، وفي مارس 2015، وقّع قادة الدول الثلاث في الخرطوم اتفاق إعلان مبادئ بهدف تجاوز الخلافات، إلا أن إثيوبيا ما زالت تتعنت وتتعامل بلا مبالاة مع مصالح الدول الأخرى.

ولآخر لحظة تمسكت الدولة المصرية بالحلول السلمية والودية. وتقدمت بخطاب رسمي تشكو فيه إثيوبيا لمجلس الأمن للوصول إلى حل وسطي. يضمن حقها في المياه ويمنع عنها الضرر. في نفس الوقت الذي تتنعت فيه إثيوبيا وتتعجرف ولا تنظر لمصلحة دول الجوار. وتصر على احتباس النهر ومنعه من الاندفاع إلى دول المصب.

ولعل كلمة الوزير سامح شكرى أمام مجلس الأمن تؤكد حرص مصر على الحلول السلمية لآخر لحظة وهي مرفوعة الرأس، قوية، عزيزة، تستطيع أن تدفع عن شعبها الخطر في أي لحظة ، فمصر القوية لن تسمح بحدوث أزمة مياه، وعلى الشعب جميعه أن يطمئن بأنه تحت حماية رجال لا يعرفون الهزيمة، ولن يتم التنازل عن حق من حقوقنا أو عن نقطة واحدة من حصتنا في المياه.

نحن على يقين تام بقدرة الرئيس السيسي والدولة المصرية على الخروج من هذا النفق المظلم. وحماية المصريين من الخطر، وأن الدولة تدرس كل السيناريوهات وتنفذ الأفضل لنا جميعًا. فعلينا جميعا أن نلتحم خلف القيادة السياسية. ونساندها وندعمها بكل ما نستطيع؛ لذلك فالقول الأصح في هذا الوقت هو «فوضناك يا ريس وإحنا معاك».

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى