نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: فوائد «كورونا»

ليس في جانحة كورونا كله شر.. ففي هذه الأيام التي يمر بها العالم بسبب هذا الفيروس الذي ضرب حتى الآن ثلثي دول العالم  لا حديث إلا عن الأضرار التي تسبب بها سواء على المستوى البشرى والاقتصادي والسياسي والكل استعرض خسائره بسبب ما حدث وارتفاع نسبة البطالة إلى أعلى مستوى في العالم.

أخبار ذات صلة

لكن لهذا الوباء عدة فوائد تم رصدها على مستوى الأفراد والأسر وعلى مستوى الدولة والعالم.. فلأول مرة تجتمع الأسر كاملة العدد نصف يوم كامل على الأقل رغم شعارات التباعد الاجتماعي إلا إنها خلقت التقارب الأسرى وأصبح الكل مجبرا على إدارة حوار مع أسرته وهو أمر كانت المجتمعات ليس في مصر فقط ولكن في دول كثيرة في العالم، تفتقده وهو الأمر الذي سوف يستمر حتى بعد انتهاء هذه الجائحة وزاد التقارب بعد القرارات الخاصة بإغلاق المقاهي والأندية والكافيتريات وصالات الجيم والألعاب وغيرها من وسائل الترفيه وتضاعفت مع فرض حظر التجوال.

ومن الفوائد أيضا التخلص من العادات والتقاليد السيئة التي كان المجتمع يعانى منها وعلى رأسها طريقة السلام بالأحضان والقبلات وغيرها من وسائل التعبير عن الترحيب والاشتياق  كما عززت الأزمة اهتمام الناس بالنظافة العامة والشخصية من قبيل الوقاية من المرض والاهتمام بنظافة المنازل والمركبات العامة والخاصة وتطهيرها ووسائل نقل الركاب بداية من الأتوبيسات والقطارات وحتى سيارات الميكروباص وامتدت هذه الحالة إلى التوك توك وهو ما نريد أن تستمر حتى بعد انتهاء الأزمة.

ويجب أن نشير إلى أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذت وحظر التجوال وإغلاق المحلات أعاد للبيئة جزءا من توازنها خاصة في المدن المزدحمة وعلى رأسها القاهرة الكبرى فحظر التجوال أوقف مئات ألاف من السيارات من السير في الطرق وما تتركه من مخلفات تلوث البيئة بجانب إغلاق المطاعم والمقاهي فلأول مرة منذ وقت طويل تشم هواء نقيا فى القاهرة خاصة مع التشدد في تطبيق الحظر عكس الحظر الذي شهدته مصر في أعقاب أحداث يناير 2011  ونتمنى من وزارة البيئة أن تكشف عن معدلات التحسن عقب انتهاء الجانحة.

ومن الفوائد إغلاق المحلات من الساعة 7 مساء ثم الساعة 5 مساء وتعود الناس على هذه المواعيد وتنظيم وقتهم على شراء حاجتهم في هذه الأثناء وكانت الحكومات المتعاقبة قد أرادت إغلاق المحلات أسوة بدول العالم الساعة 8 أو حتى الساعة 10 والمقاهي الساعة 12 ليلا إلا أنها فشلت في تنفيذه خاصة في المدن الكبيرة، ومن فوائد حظر كورونا جعل الحكومة قادرة على تطبيقه بعد انتهاء الجانحة والأجهزة المطالبة بتنفيذ القرار قد تدربت عليه وتستطيع تنفيذه بسهولة خاصة مع قبول شعبي للقرار.

ومن الفوائد التي عادت على الدولة أن الفريق الطبي المصري أصبح مدربا على مثل هذه الأحداث كما أصبح لدينا غرفة إدارة أزمة برئاسة رئيس الحكومة قادرة على إدارة الأحداث بمنتهى المهنية والاحترافية، كما تم دعم القطاع الصحي بكل ما يحتاجه من أجهزة خاصة وأجهزة التنفس الصناعي وغيرها من الأجهزة التي كانت لا تجد دعما ماليا لإحضارها إلى مصر.

ومن الفوائد أن شركات كبرى لإنتاج الأجهزة الطبية تنازلت عن حقوقها في الأجهزة الخاصة بها  ويمكن الآن تصنيعها محليا  بدون أي أعباء على المصانع المصرية.

أما على المستوى الدولي فالعالم رغم انه أصبح دولا منعزلة إلا أن التضامن العالمي لمواجهة الفيروس أصبح في أوجه وأصبحت الحكومات اقرب من بعضها من أي وقت مضى، وهو ما يجب أن نستغله للمطالبة بإسقاط الديون لإنقاذ الاقتصاد العالمي الذي على وشك الانهيار.

ومن الفوائد أيضا عودة الدعم للبحث العلمي للبحث عن علاج ولقاح للفيروس وأصبحت كل دول العالم توفر الإمكانيات المادية للباحثين في محاولة للإسراع لإيجاد العلاج لإنقاذ العالم ومن سيجد العلاج واللقاح أولا سيعوض كل خسائره أثناء هذه الفترة.

جانحة كورونا سوف تمر بلا شك مثلما مرت غيرها الكثير من الأوبئة وعلينا أن نعزز فوائدها وأن نحولها إلى نظام دائم لحياتنا.

 اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية t –  F

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى