نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: الست نانسي بيلوسي «المفترية»

نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي هي الشخصية الديمقراطية القوية التي تقف بالمرصاد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولو وصفناها «بالست المفترية» فهو وصف حقيقي لها  لأنها  وضعت ترامب في دامغها  منذ انتخابه  قبل 4 سنوات وتريد إزاحته من مقعده بكل الطرق وهما مثل توم وجيري.

فهي من قادت حملة عزله وجمعت كل أسلحة حزبها الديمقراطي ضده وفتحت تحقيقا موسعا حول مبررات العزل وكادت تنجح لولا تدخل الحاكم الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية وهو اللوبي اليهودي الذي حمى ترامب بعد الإعلان عن خطته لتسوية القضية الفلسطينية وبعد الإعلان عن الخطة تغيرت مواقف عدد كبير من النواب الذين رفضوا استكمال عملية العزل بعد رفض مجلس الشيوخ استدعاء الشهود في القضية لاستكمالها.

والست نانسي، هي التي قامت بأول رد فعل تاريخي في الولايات المتحدة الأمريكية  بعد أن مزقت خطاب ترامب المعروف بخطاب حالة الاتحاد أمام أعين نواب الشعب الأمريكي أو كما يسمونهم المشرعين ووسائل الإعلام الدولية وألقت به في سلة المهملات وهو تصرف أعتقد انه الأول في تاريخ برلمانات العالم أن يقوم رئيس برلمان بتمزيق خطاب رئيس الدولة  في حضوره وأمام عدسات وسائل الإعلام ولا يقوم بهذا العمل إلا ست قوية وقادرة  ومفترية.

وعندما سألها زملاؤها عن تصرفها، قالت إنها لم تكن تنوى تمزيق الخطاب لكنها قررت ذلك عندما لم تجد فيه صفحة «لا تضم كذبة». وأن ترامب كذب بتأكيد أنه سيحمى تغطية التأمين الصحي للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية بالفعل بينما تدعم إدارته دعوى قضائية تسعى لإلغاء قانون يحمى هؤلاء المرضى. فهي تتهم  رئيس بلدها ورمز أمريكا بالكذب  بل وصفته بأنه مثل بائع زيت ثعابين.

ولم تكتف الست نانسي المفترية بهذا القدر، بل قالت «مزقت الخطاب.. كان هذا الشيء المهذب الذي يجب القيام به مقارنة مع أشياء أخرى». وتابعت «لقد كان خطابا قذرا»، بل قالت انه خطر على الأمن القومي الأمريكي وعلى الديمقراطية الأمريكية بعد قرار مجلس الشيوخ براءة ترامب.

والحقيقة أن الأزمة تسبب فيها ترامب عندما استعجل بإلقاء خطاب «حالة الاتحاد» قبل أن تتمكن نانسي بيلوسي، من تقديمه كما تجرى العادة في هذه المناسبة بل بادر بإلقاء الكلمة فورا.

كما هو من قام «بجر شكلها » عندما رفض العام الماضي القيام بجولة لزيارة الجنود الأمريكيين في 3 دول منها العراق وقرر تأجيل الزيارة فى تصرف هو الأول من نوعه  كما وصفها بأنها «مجنونة» صاحبة فكر يساري متحجر وأنها تريد تغيير النظام الانتخابي الأمريكي.

القضية أن قرار مجلس الشيوخ بإغلاق قضية عزل ترامب  قد أوقف القضية لكنه لن يوقف المعركة الدائرة بين نانسي بيلوسى والرئيس ترامب بل ستزيد في الفترة القادمة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية  وهى المعركة التي تدور كالعادة بين الحزبين الكبار هناك الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي أو بين الفيل والحمار رمز الحزبين وهى المعركة التي تشتد كل 4 سنوات  على مقعد الرئيس  ولأن الحزبين الكبار يتبادلان الفوز  بهذا الكرسي إلا انه يخضع لاعتبارات مهمة في النظام الأمريكي منها رضا اللوبي اليهودي  الذي هو الأقوى  داخل مؤسسات الولايات المتحدة والمتحكم في كل كبيرة وصغيرة هناك.

وكل مرشح يريد الفوز بهذا المقعد عليه إرضاء هذا اللوبي المتعصب جدا  للكيان الصهيوني،  بل ويدعمه  ومن اجل هذا تم تبرئة ترامب بل سوف يفور في الانتخابات القادمة باكتساح رغم انف «الست نانسي بيلوسى المفترية» وحزبها.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى