اخترنا لكنون لايت

ليلة شعرية لحسن طلب تدفيء شتاء القاهرة بأنغام وذكريات ينايرية في ملتقى الشربيني

في ليلة وصفت بأنها مختلفة ومميزة، خطىٰ بها «ملتقى الشربيني الثقافي» – الذي يحمل شعار شمعة تقاوم العتمة – خطوة هائلة إلى الأمام حيث أقيمت أمسية الشاعر حسن طلب، في قلب قاعة هيئة خريجي الجامعات بوسط القاهرة، والتي غصت بالحضور تلك الليلة، وصدح خلالها الشاعر الكبير على مدي ثلاث ساعات أو أكثر  بأناشيد ثورته هو.. التي بدأت تقريباًعام 2005 والتي تنبأ فيها بسقوط الرئيس حسني مبارك بعد إكمال ثلاثين عاما في الحكم، وبفشل ابنه جمال في وراثته، وهو ما حققته الثورة المصرية الينايرية العظيمة في 2011

بعد أن عزف السلام الوطني، إفتتح  الكاتب الصحفي محمود الشربيني مؤسس الملتقى الأمسية الشعرية، محييًا الشاعر والحضور، الذي ضم كثيرا من الشعراء والكتاب والنقاد، في مقدمتهم الشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل أحد أركان ملتقى الشربيني الثقافي، والكاتبة والأديبة عزة أبو العز الداعمة الدائمة للملتقي والشاعرات والشعراء أمل الشربيني وأمينة عبد الله وآمال ناجي وعباس الصهبي والسيد الخمار( الصحفي) وأسامة عيد.

والكتاب والصحفيون الدكتور محمود عطية مدير التحرير بمؤسسة أخبار اليوم وسعيد الخولي وحمدي حماده (الوفد)، والكاتب والباحث حسام الحداد والكاتب والباحث محمد الصباغ (روزا اليوسف) ورسام الكاريكاتير الفنان محمد الصباغ.

كما حضر وشارك أيضا أستاذ الأدب والنقد والبلاغة د. رمضان الحضري ( وفي كلمته المحتفية بالشاعر حسن طلب وغمز فيها نقاداً وصفهم بالتغريبيين من قناة البنيوية والتفكيكية الخ، كاد يفجر أزمة فكرية حول قضية اللغة العربية وتسيدها أو ريادتها علي اللغات الأخرى.

حيث إنبري للردعلى طرحه – إلي حد القول  بأنهم لايقبلون للمنتدي السقوط في فخ العنصرية المقيتة – الشاعرة أمينة عبد الله  ثم حسام الحداد ، ثم رد الشاعر حسن طلب ..رافضاً المنطق العنصري عند د.الحضري، ولكننا لم نشأ أن نحول الأمسية عن قضيتها الأساسية وهي «ثورة يناير على ضوء الشاعر، وإنجيل الثورة وقرآنها» الذي جاء حسن طلب ليعيد تقديمه إلينا. كما شهدها جمهور آخر من المتابعين لم نتمكن من حصره ومعرفة هويته الثقافية.

وفي كلمته الافتتاحية تحدث الزميل الكاتب الصحفي محمود الشربيني وصف هذه الليلة بأنها متفردة.. ووصف الشاعر بأنه: هادلُّ .. هادرُ .. ومهْدّرٌ..- وغدا «مهدورًا» أيضًا بعد سباحته ضد التيار ورسائله الشعرية القويه إلي الإخوان والسلفيين.. والسلطويين !

وحانت من الشربيني عمدًا نظرة إلي الشاعر فبدىٰ واضحاً أنه أراد مخاطبته وقال له: «ولن ترضي عنك العرب والعجم.. (وهنا انتبه حسن طلب بشده) فأكمل الشربيني فكرته في الجمله: كما لن ترضي عنك الصهاينة ولا الأميركان.. ولا الإخوان ولا السلف..ولا حملة النياشين المرصعة بالسيوف والخوذات المدرعة  .

وأضاف: هذا شاعر يحتاج إلي أمةٍ من النقاد…. وإلي ميدانٍ ..وساحةِ ثورةٍ وبركانِ غضبْ.. يحتاج إلي بنفسجةٍ.. وزبرجدةٍ.. ونيلُ.. ونيل.. وزهرة أقحوان !

ويجدر بالذكر أن هذه أسماء بعض دواوينه: سيرة البنفسج، وزمان الزبرجد، والنيل، ولا نيل  إلا النيل  .

واستطرد يقول: هذا شاعر فيه كل الشعر، وفيه روح كل الشعراء.. إن قرأتَ وأمعنتَ: ففيه أبو نواس.. والمتنبي.. والمعري.. وابن زيدون.. وولادة بنت المستكفي .فيه عبقرية العقاد وعمادة العميد.. وبلاغة حافظ  وإمارة شوقي .

وتساءل الشربيني في تقديمه: لماذا حسن طلب اليوم؟ وأجاب :بل السؤال هو: وكيف لا يكون.. ومن في قامته اليوم ؟ ومن على خارطة القصيد في قدره.. ومن حَجَرّهُ ومن أثخنه.. ومن أنهكه ..ومن عطل مشروعه النيلي البنفسجي الزبرجد ي؟ ومن عمق أحزانه و أسهم في ركونه إلي محبسه ..أو عزلته لافرق  ؟

طلب أثار زوبعة كبرى.. تقدم لنيل الجائزة التشجيعية ثم رفضها لهذه الأسباب 

ومضي قائلاً: حسن طلب لم يأت إلينا اليوم كاشفا عن سر بنفسجته أوزبرجدته.. أو نيله.. أو يكشف لنا سر «وشم على نهدي فتاة» وغيره.. فقد تكفل بالكشف عنها -وسيتكفل – نقاد كبار لامعون قادرون على التإويل ( في إشارة إلي احمد عبد المعطي حجازي الذي كتب عنه مقالين نقديين  بامتياز، أحدهما بعنوان حسن طلب بين جيلين، في إشارة إلي الجيل الذي نشأ فيه طلب وزملائه  في مصر في السبعينيات» كلهم أو معظمهم مجهولون، لأنهم نشأوا في الزمن الميت، أو في السنوات العجاف التي أعقبت هزيمة يونيه؛ فلم يلتفت إليهم أحد، ولم يلتفتوا هم إلى أحد. «وقال إنه رأي مكان طلب في هذا الجيل في المقدمة، وأشار إلي انه أول ماظهر أثار زوبعة، حين رفض الجائزة التشجيعية التي منحت له، لأنه بعد أن تقدم لنيلها، رأى نفسه أكبر منها، ورأى غيره أصغر من الجائزة التي حصل عليها؛ فراجع نفسه. وحسنا فعل، لأنه أثار برفضه أسئلة كان يجب أن تثار، وكشف الغطاء عن ألوان من الفساد ظن أصحابها أنها ستبقي مغطاة».

وأما المقال الثاني فكان بعنوان الصعب الممتع.. وتحدث فيه عن لغته الشعرية وقال أنه شاعر صعب، لكنه مع هذا شاعر ممتع. وصعوبة الشعر قد تكون نقصا؛ وقد تكون كمالا. تكون نقصا حين تكون فقرا فى الأدوات، وقد تكون صعوبة الشعر كمالا، حين تكون غِنًى فى الأدوات، ورهافة فى الحس، وعمقا فى الثقافة؛ تجتمع للشاعر فتمكنه من بلوغ الأعماق، واقتناص الدلالات، التى يعجز عن اقتناصها وبلوغها سواه؛ وهذه هى صعوبة شعر حسن طلب، وهذا هو مصدر المتعة التى نجدها فيه.

وعودة إلي كلمة الزميل الشربيني فقد أشار إلي إن حسن طلب من الشعراء الذين لم يطلبوا مالأ في زكيبة..ولا منصباً في وزارة ..ولاجائزة رئاسية أو أميرية ..لم يصرفوا تأميناً صحياً مرتين من جهتين مختلفتين،  تدفعان أجرين عن مرض واحد وحيد.

وقال إن حواريي حسن طلب ومريديه مثلي انتظروا أن يكشف اليوم سر ثلاثيته.. وأن يطل من ساحتة الشعرية على أشرف الميادين الثورية.. يوم أن كانت السماء تمطر ثورةً.. وتوحداً.. وتتوهج ألقاً، ولاتحسب للدم نشيجاً ولا دمعا أو نزفاً.. ولا تتحسب لغاز أو رصاص حي أو مطاطي ..أو ترتعب خوفًا من بطش هراوة ٍ أو هتك عذرية ..أو تمزيق عباءة بكباسين أو من دون ..لا تتحسب لمدفع مياه أو بارود ..ولا لسقوط مضّرَجٍ  في دمه ..لاتتحسب لسقوط ضحايا أوشهداء .

 حواريوه مثلي استنفدوا أجزاءه الثلاثة من  سيرة الثورة.. ثلاثيتها الشعرية.. المتفردة.. التوثيقية التسجيلية.. بتلك اللغة المختلفة التي فرضت نفسها عليها، وبإيقاعها الهادر الذي دندن في وجدانه، وهو يخطو يوما بعد يوم خطواته الوئيدة في الميدان المقدس، على وقع نداء الأنقياء: «ياأهالينا انضموا لينا ».

تلك الثورة التي تتعرض إلى اللخبطة والتعتيم عليها، وخنق من ينشدها أملاً وينظمها شعرا.. ومحاصرة صاحبها  فلا تقوم لمشروعه قيامة جديدة.. ففي زمن المسوخ يطل القهر.. وفي كل أزمنة العهرجميعًا لايقطع «عمر العصر» يد السارق!

واختتم الشربيني كلمته بقوله: حسن طلب هو المتسائل شعرا: من أين يجيء الشعر وهو المجيب: من وهج في الصدر.. ومن هذا الوهج إتقد شعر الميدان وتخضب الدمع بالدم.. وانتشيا وامتزجا وانصهرا وتوحدا.. وكما بقيت ثلاثية محفوظ فاتحة نوبل العرب.. ستبقي ثلاثية طلب الشعرية ؛ آية الميدان..إصحاح الثورة.. سفر الشهداء. في الميدان.. في الخامس والعشرين من يناير.. أعلن مجددا ثورته.. التي أطلقها منذ العام 2005 ضد التوريث وضد التطجين وضد الإفساد وضد الإستعباد والإستبداد..«أنزل الميدان وسلاحي القصيدة».

تجدر الإشارة إلي أن الأمسية تخللها عزف رائع على الناي (من الفنان سعيد العسيلي ) وعلي الرباب من الريس محسن الشيمي

كما تخللها إلقاء شعراء لقصائدهم، ومنهم الشاعرة أمل الشربيني التي ألقت قصيدة مهمة تنبأ لها بعدها حسن طلب بمستقبل مشرق في عالم الشعر، كما ألقت الشاعرة آمال ناجي أحدي قصائدها بالفصحي، وألقي شاعر العامية حماده زغلول إحدي قصائده أيضا.

رؤي وأفكار 

وفي رؤيته النقدية التي طرحها خلال الملتقى قال د. محمد السيد إسماعيل الشاعر والناقد وتلميذ حسن طلب: شاعرنا حسن طلب ينتمي إلى جيل السبعينيات الذي أحدث ثورة في نمط القصيدة شكلا ومضمونا. ورغم التهمة التي ظلت تلاحق هذا الجيل وهي الغموض فإن طلب قد كتب العديد من القصائد واضحة الدلالة وهو الأمر الذي تحقق أكثر في ثلاثيته «إنجيل الثورة وقرآنها» التي وصلت إلى حد المباشرة وتعرية واقع الفساد والاستبداد وفي الجزء الثالث الذي يدور حول الشهداء.

حسن طلب يؤمن بوظيفة للشعر وبدوره السياسي والاجتماعي والثقافي

لم يفرق الشاعر بين شهداء الثوار والجيش والشرطة حيث كان الصراع أساسا بين طلاب الحرية والطواغيت وطلاب العدالة والظالمين وقد امتازت الثلاثية عموما بوضوح الدلالة والحرص على القافية والجناس الناقص وتأريخ الأحداث وتحديد أماكنها.

ثلاثيته عابرة للأديان والطبقات وديوانه يعري الفساد ويقاوم الاستبداد 

وبهذا يمكن أن نقول إن حسن طلب يؤمن بما يسمى وظيفية الشعر ودوره السياسي والاجتماعي والثقافي دون أن يخل ذلك بفنيته. حيث كانت لغته محل عناية فائقة وتميز واضح على مدار رحلته الشعرية وامتزج فيها مستوى الفصحى المعاصرة والتراثية مع الاستفادة من تخصصه الفلسفي واللعب الفني بأصوات اللغة التي شبهها إدوار الخراط بالفسيفساء والأرابيسك وقد بدت الثورة في ثلاثيته عابرة للأديان والطبقات حيث شارك فيها الجميع على اختلافاتهم.

خمسة أفلاك يدور حولها طلب

ويلمح الناقد د.سعيد توفيق في بحث له تحديد الكاتب والناقد إدوارد الخراط  لخمسة أفلاك يدور حولها شعر حسن طلب: الفلك الأول هو (شعره في نجلاء)، ويدور حول خبرة عشق ووجد؛ من خلال خبرة صوفية لا تكون المرأة فحسب هي موضوعها؛ وإنما الكون في صيغة المرأة، فهي خبرة صوفية أشبه بتلك التي نجدها عند شعراء متصوفة من أمثال ابن عربي وابن الفارض.

والفلك الثاني يسميه الخراط (شعر الفسيفساء)، ويقصد به ذلك الافتتان بالحرف، وبالصياغات المنمنة التي تشبه الأرابيسك، فتجور أحيانا على عمق القصيدة، ولكنها تحمل ومضات أشبه بومضات البرق.

أما الفلك الثالث يسميه (شعر البنفسج)، باعتباره تجسيدا للمطلق في النسبي، وتجاوزا للانسياق وراء الجرس الموسيقي في فسيفسائياته؛ حيث الحرف يحيلنا إلى ما وراء الحرف.

ويأتي الفلك الرابع الذي يسميه (قصائد النيل)، حيث يمثل (النيل) هنا، العنصر الذكوري لجوهر الأرض والوطن؛ وهو عنصر يتوحد به الشاعر نفسه. والفلك الخامس يتمثل في (شعر المواقف) التي تشبه مواقف النِّفَّرى ومخاطباته، التي نجد فيها حوارا بين كائن علوي، وكائن يصبو إلى أن يكون علويا.

رؤية أحمد عبد المعطي حجازي

أما الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازى؛ فكتب مقالتين عن حسن طلب إحداهما بعنوا ن (أوبرا الأيام الثمانية عشر) التى عرضت فى سالزبورج بالنمسا اعتمادا على النصوص المترجمة للألمانية من (إنجيل الثورة وقرآنها).. وكانت على وشك أن تعرض فى القاهرة على سفح الأهرامات لولا أن وزيرا جديدًا تولى حقيبة الثقافة هو الدكتور جابر عصفور فكان غاية همه المبادرة  بإلغاء الاتفاق.

 طلب سيعيد طباعة ثلاثية الثورة في مجلد واحد.. وكفوا عن التضليل ديوانه الجديد

إلي ذلك أعلن الشاعر الدكتور حسن طلب انه بصدد طبع أجزاء ثلاثيته الشعرية المعنوية بـ «إنجيل الثورة وقرآنها» في ديوان واحد يضمها جميعًا، خاصة وأن طبعتها الأولى نفذت جميعها منذ فترة.

تضم الثلاثية ديوان «آية الميدان» الصادر عن هيئة الكتاب في عام 2011، وديوان إصحاح الثورة الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2012 وسورة الشهداء الصادر عن هيئة الكتاب عام 2019 .

وقال الشاعر الكبير – والذي تحدث في ملتقى الشربيني الثقافي وتلى على رواده مجموعة من أبرز قصائد دواوينه الثلاثة – إنه يعكف حاليا على إعداد ديوان جديد بعنوان كفوا عن التضليل، وهو ديوان كتبت قصائده فى الفترة بين عامى: 2011-2014 /  ويتصدره إهداء إلى جماعات الإسلام السياسي ممن اتخذوا الإسلام سلما للوصول إلى الكرسي، والاحتفاظ به لأنفسهم بأى ثمن، حتى لو كان هذا على حساب الوطن. وهو الديوان الذي وضع الشاعر في مواجهه حامية الوطيس في تلك الفترة وربما الآن مع هذه الجماعات المتاجرة بالدين والباحثة عن المناصب وكراسي الحكم بأي ثمن.

وقد ألقى الكاتب الصحفي محمود الشربيني  أبياتاً عدة من هذا الديوان عل رواد الملتقي ومن بينها  أبيات عنوانها:

 أيتها الإلهة

الشكل كان يشبه الثورة..

فى هبوبها الميمون..

والمضمون بالغ التفاهه!

فمن ترى لذلك المصير قد عرضها

من الذى أجهضها

وخلفها وحيدة فى سرة الميدان.. طريحة

بين أنة وآهه!

هل ذلك الواقف فى المنبر..

كل خطبة يعيد إنتاج البلاهه

أم هل ترى توزعت دماؤها

بين الذى ثار..

وقبل نقطة النهاية احتار..

فظل صامتا

وبين من لف ودار.. وغير اتجاهه!

اشتبه الباطل بالحق..

فكيف لم تع النخبة الفوقية اشتباهه!

لم يقو منها أحد فرد وكيف لم يقو زعيم واحد منها

على إدراكِ ما يدرك بالبداهه!

وكيف لم توجد عقول ألمعيات

تدل الثائر الحائر.. تلفت انتباهه

وإنما راحوا جميعا يسألون بعضهم: يسألون فى بلاهه

من الذى أطفأ نور الثورة الحرة..

فى ريعانها؟

من الذى حاصرها وهى تصوغ الفكرفى ميدانها

السفاهه

ما زال حتى انحصرت

شوكتها التى تخيف انكسرت

وهالة الجمال.. والجلال.. والوجاهه!

كُفُّوا عن التَّضْليل

كُفُّوا عنِ التَّضْليلْ

يا أيُّها المُتسلِّلونَ القافِزونَ

إلى المكانةِ..

والمكانِ

الرَّافعونَ بيارقَ الإسلامِ

فى الميْدانِ

والمُتربِّصونَ..

الزَّاحفونَ إليهِ

بالشرِّ الوَبيلْ

كُفُّوا عن التضليلْ

لا تَقطِفُوا الأزهارَ

من بُستانِنا

لا تَخْطَفوا منهُ الثِّمارَ

أمامَ أعيُنِنا

فإنَّا قد سَقيْناهُ:

دمَ الأحرارِ

مِن شُهدائِنا الأبْرارِ..

كنتمْ فى المساجدِ والبيوتِ..

ونحنُ كُنا وحدَنا

نُحصِى الجَريحَ مع القَتيلْ!

كُفوا عن التضليلْ

لو مَرَّةً

كنتمْ رفعتُمْ رايةَ الإنسانِ!

أو فى مرَّةٍ

ثُرتُمْ على الطغيانِ

فى أوطانِكُمْ

هاتُوا الدَّليلْ!

كُفوا عن التضليلْ

بالأمسِ بايعتُمْ «يَزيدَ»..

لتَستزيدوا مِن «مُعاويةَ»

القليلْ!

لو لمْ نكُنْ ثُرْنا

فألقيْنا «مُعاويةَ الجَديدَ»

بحيثُ ألقَتْ

لاجْتمعتُمْ- كلُّكمْ- لِتبايِعوهُ

مع ابْنِهِ

لمَّا تَلقَّتْ كَفُّكُمْ

ما قد تلَقَّتْ

فانْصرفْتُمْ بالدُّعاءِ له

وبالتَّهليلْ!

بِئسَ المُمَوِّلُ..

والمُموَّل منهُ

بئسَ المالُ..

بِئْستْ صفْقةُ التَّمويلْ!

كُفوا عن التضليلْ

تاريخُكُمْ عَسْفٌ وخَسفٌ

واغْتيالاتٌ

سيبقَى عارُها

ومُؤامراتٌ نارُها

سَقَريَّةُ التَّنكيلْ!

كُفوا عن التضليلْ

اللفظُ دِينٌ عندَكمْ

والدِّينُ إسلامٌ فحَسبُ..

نون القاهرة

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى