نون والقلم

كمال بالهادي يكتب: طرابلس لن تتحول إلى إدلب جديدة

نفّذ الجيش الليبي تهديداته باستهداف أي طائرة تركية تحط في المطارات الليبية، بعد انكشاف تورط تركي في نقل السلاح والمقاتلين الأجانب عبر جسر جوي تمت إقامته بين تركيا و مدينة مصراتة أن يتمركز لواء الصمود الذي يقوده الإرهابي الليبي صلاح بادي.

فقد استهدف الجيش الليبي قاعدة الكلية الجوية في مصراتة بعد قصف طائرة يوشن تركية فور هبوطها قادمة من تركيا، وأعلنت القيادة العامة عن استهدافها طائرة شحن عسكرية من طراز «إل يوشن» في الكلية الجوية مصراتة قادمة من تركيا وعلى متنها ذخائر وأسلحة لدعم «المليشيات الإرهابية»، وقالت القيادة في بيان إن الاستهداف لهذه الطائرة تم بصاروخ واحد فقط وبدقة عالية وذلك مراعاة لمبادئ القانون الدولي الإنساني .

أخبار ذات صلة

وأكد البيان أن التقييم النهائي للقصف انتهى إلى تأكيد تدمير الطائرة دون إي أضرار جانبية في المباني والآليات والأفراد وحذرت القيادة العامة دولاً أجنبية لم تسمها من دعم «المليشيات» بالأسلحة والذخائر والمعدات، وقال اللواء محمد المنفور رئيس غرفة عمليات القوات الجوية بالجيش الوطني الليبي إن طائرات سلاح الجو بالجيش الليبي استهدفت طائرة نقل كانت محملة بالذخائر والعتاد في مطار مصراتة العسكري وتم تدميرها بالكامل، وأكد المنفور في تصريحات صحفية، أنه تم استهداف محطتي رادار B 12 و B14 للدفاع الجوي، في القاعدة ذاتها، المناسبة نبهت الغرفة المدنيين والأجانب بالابتعاد عن التجمعات الميليشياوية الإرهابية لأنها ستكون أهدافا للطيران الحربي بالجيش الوطني الليبي، ويذكر أن القيادة العامة للجيش الوطني الليبي سبق وأن حذرت كل الدول الداعمة للإرهاب من الاستمرار في دعم الإرهاب بالأسلحة.

صفقات سلاح

و قد كشف رئيس قسم السيولة النقدية بـ مصرف ليبيا المركزي فرع البيضاء رمزي الآغا، عن آليات صرف وتحويل أموال لشراء الأسلحة التركية لصالح ميليشيات حكومة الوفاق، إذ قال في تصريحات إعلامية  أن جزءا من العمليات التي تمت لصالح الحكومة التركية وبغرض شراء أسلحة من ضمنها طائرات مسيرة دون طيار «درون» ومدرعات تمت عبر اعتمادين فتحهما مصرف ليبيا المركزي فرع طرابلس. وبيّن الآغا أن الاعتماد الأول صدر من حساب وزارة الداخلية بقيمة 22 مليون يورو بالسعر الرسمي لصالح محل لبيع مجوهرات يملكه ليبي في إسطنبول والاعتماد تم فتحه من خلال بنك «يوباي» روما بإيطاليا بغرض استيراد طائرات درون طيار. وأشار إلى أن الاعتماد الثاني صدر من حساب وزارة الصحة بقيمة 20 مليون يورو بالسعر الرسمي لصالح شركة سياحية في إسطنبول يملكها ليبي من خلال بنك «يوباي» روما بهدف استيراد أسلحة وذخائر ومضادات للطائرات المسيرة، رئيس قسم السيولة النقدية لفت أيضا إلى أن مصرف ليبيا الخارجي يملك 67% ‎من أسهم بنك يوباي روما، مشيراً إلى أن إدارة المصرف  أقالت مسؤولين من البنك لاعتراضهم على فتح هذه الاعتمادات المشبوهة باعتبارها تحايلًا على قرارات مجلس الأمن بخصوص حظر التسلح.

حرب مباشرة

العملية العسكرية الأخيرة، تثبت أن الجيش الليبي، يخوض حربا مباشرة ضد تركيا و وكلائها في كافة المدن الليبية. و بعد خطاب المشير حفتر الأخير توجه بصريح العبارة إلى الدول الداعمة للإرهاب، و حذرها من أنها ستكون أهدافا مشروعة للجيش، بسبب ما ترتكبه من جرائم في حق الشعب الليبي، حيث قال حفتر، إن الميليشيات «عدو متوحش لم يسبق أن شهدت الأرض له مثيلا في طغيانه وبشاعة جرائمه واستخفافه بقيمة الإنسان خليفة الله في أرضه حتى قسمتم ظهره ونكستم رايته راية التوحش والرعب..»، وأضاف أن التحرير العاصمة طرابلس وسائر الأراضي الليبية من قبضة الميليشيات «هدف يتطلع إلى بلوغه كل الليبيين الأحرار بعد طول انتظار وبعد أن تجاوزت بهم المعاناة وحياة القهر والبؤس حدود الصبر (..)»، مؤكدا أن الشعب الليبي قدم من أجل هذا الهدف«قوافل الشهداء والجرحى».

وفي حديث موجه صراحة إلى قطر وتركيا، داعمتي الجماعات الإرهابية في ليبيا، قال حفتر «سيرفع الشعب والجيش معا راية النصر في قلب العاصمة قريبا بإذن الله معلنين تحريرها وانتصارنا فيها على الإرهابيين و(أعوانهم)»، واتهم الجيش الوطني الليبي كلا من قطر وليبيا بدعم ميليشيات طرابلس، خاصة منذ اندلاع معركة تحرير العاصمة قبل 3 أشهر، وتدعم هاتان الدولتان مشروع تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي تعد ميليشيات طرابلس إحدى أدواته، وقدم الجيش أدلة وبراهين على تورط الدولتين في الأمر، بل إن المبعوث التركي إلى ليبيا، أمر الله إيشلر، أقر بتوفير الدعم لميليشيات طرابلس.

دعم الدواعش

و يبدو أن حكومة الوفاق، التي خسرت التأييد الدولي خلال الأسابيع الأخيرة لم تجد من حل لتشتيت جهد الجيش الوطني سوى، فتح جبهات جديدة و الاستنجاد بـ الدواعش و المقاتلين الأجانب، وهو ما حدث في مدينة مرزق في الجنوب الليبي، فقد كشف العميد خالد المحجوب أن القوات الجوية استهدفت 5 مواقع للعصابات التشادية المدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي المعتدية على المدينة، مؤكدا أن الضربات حققت نجاحات مباشرة وكبيرة، غير أن السراج بات متورطا في تدمير النية التحية في بلاده، من خلال استمراره في دعم الميليشيات وتوفير السلاح لها من أموال الليبيين رغم إدراكه أن هذه الجماعات كانت تقف ضد أي اتفاق سياسي، بل إنها ساهمت في تدمير الدولة الليبية خلال السنوات الثمانية الماضية، فقد قال عضو المؤتمر العام السابق إبراهيم الغرياني،إن المليشيات ليست أحد العوامل في منع قيام الدولة، بل هي العامل الأساسي والرئيسي حتى في انهيارها، لافتاً إلى أن المشهد يوضح سيطرة المليشيات على القرارات السياسية والمالية والإدارية داخل طرابلس وعلى المجلس الرئاسي وفائز السراج.

وأفاد أن جماعة الإخوان تدرك أن قيام جيش وطني يعني أنه لن يكون لها مستقبل في ليبيا وهذا يعني أن الدول التي تحركها من خلف الستار كتركيا وقطر لن يكون لها مستقبل في الاستحواذ على ثروات ليبيا واستعمال البلاد كورقة ضغط على العالم وابتزازه لذلك عملوا منذ البداية على تفتيت أي مبادرة وتصور وأي إمكانية لتأسيس جيش وطني حقيقي، واستطرد حديثه :«سلامة قال إن هناك مجموعات متطرفة تقاتل في صفوف الوفاق في إحاطته بمجلس الأمن والمندوب الروسي في ذات الإحاطة قال نحن قلقين من نقل إرهابيين من إدلب السورية إلى ليبيا، وهذا النقل ليس له إلا بوابة واحدة وهي البوابة التركية وليس له مطارات يهبط فيها إلا مطار معيتقية ومصراته، وطالما أن الميليشيات تعنتت ورفضت كل المبادرات والحوارات وأهلكت الدولة وابتزت مؤسسات المال وأهانت المواطنين لن ننتظر حتى تتحول ليبيا للصومال و إذا كان آخر حل هو الكي بالنار و نزع السلاح بالقوة، علينا أن نذهب له وعدم انتظار تحول كل مقاتلي إدلب في سوريا لطرابلس و تتحول العاصمة لإدلب أخرى.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى