اخترنا لكدنيا ودين

قطوف رمضانية.. رضا هلال يكتب: رمضان من اللد وغزة وصولا إلى بئر الغبّي 

ما أشبه الليلة بالبارحة.. مثل عربي وإن شئت فقل حكمة بالغة تصور واقعنا وتشبهه بماضينا، وتبرز مدى الشبه بينهما، كما يقرر هذا المثل بأن العرب والمسلمين في زماننا هذا لا يتعلمون من دروس الماضي، ولا يستوعبونها، رغم أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد أكد على «أن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين» رواه البخاري ومسلم في الصحيحين. 

وبلغة واضحة يقول أن أمة الإسلام التى وصلت لدرجة الإيمان ل ايليق بها أن تقع في الخطأ مرتين، وكأن الدرس يعاد من جديد وأيضا في فلسطين العزيزة وغزة الأبية المستعصية على الاحتلال والتي تدور على أرضها حاليا معارك ضارية يبذل فيها كل غال ونفيس، فالأموال والأنفس تصبح جميعها أثرًا بعد عين. 

ومن باب التذكير لا أكثر سنستعرض حدثين تصادف أن وقعا في مثل هذا اليوم. 

معركة اللد: 

ففي الخامس من رمضان من عام 1367 هـجرية، الموافق 11 من يوليو 1948، ارتكبت وحدة كوماندوس صهيونية بقيادة موشيه ديان مجزرة في مدينة الّلد بـفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف. 

أطلق الصهاينة على تلك العملية اسم «داني» وقاموا بالهجوم على مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس. 

وتعرضت المدينتان لقصف جوي مكثف وجّه إلى مركز شرطة الرملة، ولكن المقاتلين في المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصف، خسر الصهاينة فيها 60 قتيلاً، وعاد المقاتلون وقد نَفِد عتادهم، ثم عاودت القوات الصهيونية الهجوم الضاري وتمكنت من سكان اللد، فقتلت 426 شهيدًا عربياً منهم 176 فقط استشهدوا في مذبحة نُصبت لهم في مسجد دهمش في المدينة. 

فهل يعيد التاريخ نفسه، ويكتب أجمل صفحاته هذه المرة بانتصار مدوٍ للمجاهدين في غزة، الي أن يكتب الله تحرير كامل أرض فلسطين، ووعدًا بصلاة في الأقصى بعد التحرير. 

بئر الغبي: 

وعلى ذكر الجهاد والنصر الموعود به المجاهدين المخلصين لعقيدتهم وأوطانهم فمما يذكره التاريخ، وفي مثل هذا اليوم  الخامس من رمضان وقعت معركة بئر الغبي، وتحديداً في يوم 23 أبريل 1923، الموافق 5 رمضان 1342 هـجرية، وكان موضعها إلى الجنوب من طبرق الليبية بحوالي 80 كيلومتراً. 

بدأ الاشتباك أثناء عودة عمر المختار من مصر وعبوره الحدود الليبية، عندما نصبت له 7 سيارات إيطالية مصفحة كميناً في أحد نجوع بئر الغبي، فاشتبك المقاتلون معها وأطلقوا عليها النار. 

كان الإيطاليّون يتعقبون تحركات عمر المختار ويترقبون أول فرصة للقضاء عليه وإخماد الثورة، وأثناء عودته من مصر إلى برقة مر المختار ورفاقه بموضع يُقال له بئر الغبي، فانقضت عليهم 7 مصفحات إيطالية وحاصرتهم، فأطلق المختار ومن معه الرصاص عليهم، فتراجعوا قليلًا إلى منتجع قريب ثم عادوا بسرعة يحملون صوفًا، ولما دنت منهم توزعت توزيعاً محكمًا، وأخذ الجنود ينزلون ويضعون الأصواف أمامهم ليتحصنوا بها من الرصاص، فعاود المقاتلون إطلاق النار عليهم حتى فرَّ جزء منهم وقُتل الآخر، واحترقت كل المصفحات عدا واحدة تمكنت من الفرار. 

وبفضل الله كان النصر حليف المجاهدين المخلصين. 

خير الكلام: وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الأنفال. 

redahelal@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

  In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى