نون والقلم

فريهان طايع تكتب: وهم فارس الأحلام

في مسلسل «أش أش»، الذي قامت ببطولته مي عمر، تحولت شخصية رجب الجريتلي إلى حلم بالنسبة للكثير من الفتيات. من المدهش أن هذه الشخصية تمثل تاجر مخدرات، والتاجر بهذا النوع لا يختلف عن السفاح، لأنه يدمر حياة الناس. كما أن الكثير من الشباب تأثروا سلبًا بسبب تجار المخدرات.

ما يثير الاستغراب هو أن البعض يتجاهلون حقيقة أن هذا الرجل جمع ثروته بطرق غير مشروعة، بل أصبح رجب الجريتلي حلم حياتهم. حتى أن بعضهن انتقدن مي عمر لأنها قدمته للعدالة، متناسين الحب الذي أظهره لها في المسلسل.

مسلسل اش اش

يبرز هنا سؤال مهم: هل يمكننا الوثوق بأشخاص لا يخافون الله ويتربحون من الأموال الحرام؟ الحب ليس كافيًا ليكون أساسًا لحياتنا. ففي المسلسل، لو كانت مي عمر قد قبلت بحب هذا الشخص، لكانت انتهت كمجرمة مثله، وربما انتهى بها المطاف في السجن أو أصبحت تاجرة مخدرات.

أحبها رجب لأن قدَره كان أن يحاسب على جرائمه، ولو كانت استمرت معه، لانتهى الحب وعاد لسلوكه الأصلي. الحب وحده لا يكفي لبناء علاقة قوية، فالعلاقات تعتمد أيضًا على الالتزام، والصدق، والأمانة، والخوف من الله.

الرجل الذي يخاف الله سيحميك حتى بعد انتهاء حبه لك. فلا يمكن لتاجر مخدرات أن يكون فارس الأحلام لمجرد أنه وقع في حب فتاة أصغر منه وظهر كأنه جيد معها. شخصيته منحرفة ومؤذية، فكيف يمكن أن يصبح حلم جيل بأكمله اليوم؟

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى