نون والقلم

فريهان طايع تكتب: مساعدات العرب لفلسطين هي الأكفان

لئن صدمني ما يحدث في فلسطين الآن من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال ومشاهد أقل ما يقال عنها محزنة.

فإنني مستغربة أيضا من بعض الناس مثل الإعلامية التي فتحت لايف وعبرت عن حزنها ثم ما قالت «أصلي هم متعودين على الحرب و إحنا منقدرش نساعدهم غير بالتبرع» وفي نفس الوقت قالت «يا جماعة هم محتاجين أكفان يا جماعة جيبولهم أكفان أو حتى عشرة جنيه».

وسؤالي هل هم يشحدون عندك؟

بصراحة شيء مخجل، حتى لو هم محتاجين أكفان، لا يصح أن تقول مذيعة هذا الكلام، ماذا سيتوقعون من العرب أنهم ينتظرون لهم الموت.

هل يعقل من كل المساعدات لا توجد إلا فكرة الأكفان، لماذا لم تكن أجهزة طبية وأدوية وماء صحي؟

ما يحدث في غزة لا يمكن لإنسان أن يتحمله، أنا لو كنت مكانهم كنت سأموت وأنا على قيد الحياة لأنني لا أستطيع أن أتحمل ربع الذي يعانونه.

ألا يخجل البعض عندما يقولون أكفان.

لا والمصيبة أنها خائفة على نفسها، أريد أن أقول إن دمائهم ليست أغلى من دمائنا، وأطفالهم هم أطفالنا.

هل هذه أخلاقنا، أن نتمنى لأخواتنا الموت ونجهز لهم الأكفان؟

ومن جهة أخرى إعلامي من إحدى الجنسيات العربية يدافع عن الكيان ويسميهم أبناء عمه ويقلل من شأن الفلسطينيين ويسألهم من أنتم هذه أرضهم وليست أرضكم ولو كنت مكانهم لأحرقتكم.

ماذا يحدث في العالم العربي؟

هل أصبح العرب يكرهون بعضهم لهذه الدرجة؟

ألا يخجل عندما يسمي المجرمون بأبناء عمه؟

ألا يخجل عندما ينسب الأرض لهؤلاء اللصوص والمجرمون؟

ألا يخجل عندها يذل اخواته العرب المسلمين؟

ومنذ متى كانت الأرض لهم؟

هل يعقل أن البعض ينصرون اليهود على اخوانهم المسلمين؟

مع العلم أن فلسطين فيها مقدساتنا، مع العلم أن من يموتون هنالك أخواتنا أنا صرت أكره هذه الحياة المليئة بالظلم، ظلما تلو الظلم الآخر.

أطفال يموتون كل ثانية بدون أي ذنب فقط لغاية التصفية العرقية ولكي تحذف كلمة مسلمين من فلسطين، وليس بعيد أن نكون نحن الضحايا القادمين، وهل نحن ضامنون أننا لن نكون مكانهم؟

حينها ماذا سننتظر من العرب الأكفان؟

هل يعقل ما يحدث الآن من أمة الإسلام؟

هل يعقل أن البعض يسخرون من أوجاع غيرهم وكأن الفلسطينيين هم من اختاروا هذا القدر.

يا جماعة ما يحدث في فلسطين ليس حرب ما يحدث انتهاك جسيم وإرهاب ولا يمكن أن يصنف حرب لأن الحرب لها قوانين والحرب تستوجب أن تكون الأطراف متكافئة.

هؤلاء يقتلون في أشخاص لا يملكون حتى حق الدفاع عن أنفسهم

هؤلاء يقتلون في أشخاص لا يملكون الأسلحة

هؤلاء يقتلون في أشخاص ليس لهم جيش

هؤلاء يقصفون في المدارس والمستشفيات ويستهدفون الأطفال العاجزين المرضى.

هل هذه حرب؟؟؟ هذا إرهاب، أكررها إرهاب وضعوا سطرا تحت كلمة إرهاب.

كذبوا وصدقوا كلمة حقوق الإنسان، بالله عليكم أين هي هذه الحقوق وأين هو هذا الإنسان.

أشخاص مدنيين، يعيشون بسلام هم وعائلاتهم يتم قصفهم والتنكيل بهم وسلب أعراضهم وقتل أطفالهم، وتدمير أحلامهم وتشتتيهم وحرمانهم من أدنى مقومات العيش، والعرب يرسلون لهم الأكفان.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى