نون والقلم

 فريهان طايع تكتب: زينة المرأة تكمن في حيائها

في وقتنا الحالي، أصبحت بعض القضايا التي يعتبرها الدين والمجتمع خروقات أخلاقية تُناقش وكأنها أمور طبيعية؛ على سبيل المثال «المساكنة»، التي هي في جوهرها زنا يُخفي نفسه خلف مسمى جديد.

أن تعيش فتاة مع شاب تحت سقف واحد دون إطار شرعي هو أمر يعكس انهيارًا أخلاقيًا خطيرًا. فالفتاة، مهما بلغت من العلم أو النجاح، يظل شرفها وسمعتها أغلى ما تملك.

وإذا أقدمت على هذا الطريق، فإنها تفقد قيمتها الحقيقية، ليس فقط في نظر المجتمع، بل في نظر نفسها أيضًا. تصبح بذلك رهينة شهوات عابرة، تضيع بسببها دينها وأخلاقها واحترامها لنفسها ولأسرتها.

حتى إذا انتهت هذه الممارسات بزواج، فإن وصمة العار تبقى ملازمة لها، لأنها بذلك قد أظهرت ضعفًا أمام المغريات وعدم التزام بالقيم الأصيلة.

والأكثر غرابة هو ظهور فتيات يتباهين بمثل هذه التصرفات، كمَن تستأجر منزلًا بعيدًا عن أهلها وتعيش فيه علاقة محرّمة بلا تأنيب للضمير أو مراعاة للقيم الأسرية والمجتمعية.

لقد أصبح الفجور لدى بعضهن عنوانًا للتفاخر، معرضين عن الحياء الذي يُعد أثمن ما يُزين أي امرأة.

المرأة ذات القيمة هي التي تعتز بشرفها، وتصون نفسها بأن تكون متزنة ومحافظة على أخلاقها. فالفتاة الراقية لا تحتاج إلى مرافقة رجل طوال الوقت أو الدخول في علاقة غير مشروعة لتثبت قيمتها أو تجذب شخصًا إليها.

هي تعي تمامًا أن القدر مكتوب، وأن من يستحقها سيأتي بطريق يرضي الله والمبادئ. الثقة بالنفس والإيمان بالله هما درع المرأة الحقيقية، التي تعرف أن الكرامة لا ترتبط بالتحرر المتهور بل بالأصالة والعفة.

لكن المشكلة تكمن في تغير مفهوم الحرية لدى البعض، فصارت تُفسر بأنها حق للقيام بكل سلوكيات متهورة دون اعتبار للعواقب أو للمعايير الأخلاقية. والأدهى أن بعض هذه السلوكيات تحدث بعلم أهاليهن، وهو ما يجعل الظاهرة أكثر خطورة وانتشارًا.

في النهاية، المرأة لا شيء دون أخلاقها وعفتها، وهما مصدر احترامها وقيمتها الحقيقية في كل زمن ومكان، مهما حققت من نجاحات مهنية أو اجتماعية.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى