
فتوح الشاذلي يكتب: أوهام السلام
لخص الرئيس السيسي المشهد في جملة واحدة.. سلام بعيد المنال.. هذه هي النتيجة.. وهذه هي النهاية.. نهاية الطريق الذي يسلكونه.
لم تكن كلمة الرئيس في القمة العربية الاخيرة ببغداد مجرد كلمه يلقيها رئيس في قمة يحضرها الرؤساء والزعماء.. لكنها كانت تشخيص ورساله.. تلخيص وتشخيص دقيق للواقع، ورساله تتعلق بالمستقبل إذا أرادوا أن يكون المستقبل أفضل بعيدا عن الحرب والدمار والخراب.. إذا أرادوا سلاما حقيقيا يعيش فيه الناس آمنين مطمئنين.
رسالة الرئيس جاءت بعد أن ضلوا الطريق وتصوروا أن التطبيع المزعوم يمكن أن يحقق سلاما.. تصوروا أن التطبيع الوهمي الذي لا يتعدى تأثيره القاعة التي يتم فيها توقيع هذه الاتفاقيات يمكن أن يحقق لهم الأمن.
كلمات الرئيس جاءت واضحة للجميع.. خاصه لحكومة الاحتلال والرئيس الأمريكي وادارته.. الرسالة كانت شافية ووافيه وجامعه.. قال الرئيس بكل وضوح وصراحه إن السلام سيظل بعيد المنال.. ما لم تقم دولة فلسطينية، وذلك حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية.
نعم قال الرئيس.. حتى لو نجحت إسرائيل، في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
نعم الطريق الذي تسير فيه الادارة الأمريكية وحكومة نتنياهو هو طريق بلا معالم وأحداثه ووقائعه عبث لأن ما بنى على باطل فهو باطل ولا يمكن أن تستقيم الأمور إذا كان الأساس باطلا.
المجازر التي يرتكبها المجرم نتنياهو وجنوده لن تقيم سلاما.. بل تخلق مزيدا من الدمار والخراب وتغلق الأبواب أمام السلام الذي يتحدثون عنه..
اتفاقيات التطبيع التي يتزامن توقيعها والحديث عن التوسع فيها لن تفيد مع تدمير شعب أعزل واغتصاب أرضه ومحاولة محو هويته.
كان الرئيس دقيقا وصريحا.. لن تجدى اتفاقيات التطبيع المزعومة مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من جرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمس هويته وإبادته، وإنهاء وجوده في قطاع غزة.. لن تفيد الاتفاقيات شيئا مع ما يتعرض له القطاع من عمليات تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة..
باختصار.. لن تنفعكم الاتفاقيات إذا استمرت محاولات التهجير، والاجبار على المغادرة القسرية تحت أهوال الحرب.
رسالة الرئيس كانت واضحة.. مهما فعلتم ومهما وقعتم، ومهما أعلنتم عن المزيد من التطبيع ومهما كان عدد الدول المطبعة فإن هذا لن يجدي شيئا حتى لو وقعتم مع كل الدول..
الثوابت ابدا لا تتغير.. السلام الدائم لن يتحقق إلا إذا كان قائما على الحق والعدل.. هذه هي الرسالة وهذا هو الطريق، ان اردتم الوصول.