
علي بن تميم يُبرز الثقافة الكاريبية وأهميتها في العروض الرئيسية
في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلقت دورته الـ ـ34، أمس، بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية، أقيمت أولى جلسات برنامج ضيف الشرف، الثقافة الكاريبية، لتسليط الضوء على الثراء الأدبي، والفكري، والفني، في دول الكاريبي المؤلفة من نحو 7000 جزيرة، ليس مجرد منطقة جغرافية.
وشارك في الجلسة كلّ من سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة رينسو أنطونيو هيريرا فرانكو، سفير جمهورية الدومينكان لدى دولة الإمارات، وأدارتها عائشة عيد المزروعي، مدير إدارة الفعاليات ومعارض الكتب بمركز أبوظبي للغة العربية.
تلاقي الثقافات:
في مستهلّ حديثه قال الدكتور علي بن تميم: إن ثقافة حوض الكاريبي تمثل أنموذجاً نادراً للتعدد والتنوع والانفتاح الإنساني، موضحاً أن هذه الدورة من المعرض تأتي في لحظة ثقافية فارقة تشهد فيها المنطقة والعالم متغيرات متسارعة على مستوى الحضور والتفاعل ومكانة اللغة في فضاء تقني مفتوح ومتقاطع، وفي خضم هذه التحولات يواصل المعرض تأكيد رسالته بوصفه منصة جامعة للحوار والتلاقي، وملتقى عالمياً لصُنّاع الكلمة، ومصدر إشعاع للثقافة العربية بلغتها وعمقها ورؤيتها المستقبلية.
وأوضح: أن المركز بذل عملاً دؤوباً لتطوير هذه الدورة من المعرض بما يعكس الطموح في تعزيز الحضور العالمي للكتاب العربي، وتوسيع فضاءات الترجمة، وتمكين الناشرين من بناء شراكات دولية مستدامة، إذ يعد برنامج ضيف الشرف أحد أعمدة هذا الجهد.

وتابع: «نسعى من خلال هذا الاحتفاء بالثقافة الكاريبية إلى بناء جسور ثقافية أصيلة مع ثقافات العالم انطلاقاً من هذه الاستضافة التي أردنا لها أن تكون تفاعلاً حقيقياً قائماً على الاحترام، والمعرفة، والتعاون، والرغبة في الاكتشاف، من هنا جاء الاختيار لهذه الثقافة ذات الفضاء الفكري الإبداعي، والجغرافي المتنوّع حيث تتقاطع حضارات متعددة لتنتج مزيجاً فريداً من الفنون، والآداب، والموسيقا، والوعي المجتمعي، فهذه الثقافة تعبر عن التعدد الخلّاق والقدرة على تحويل التحديات التاريخية إلى مسارات للنهضة والتعبير الفني والأدبي».
وأضاف: «تتميّز ثقافة هذه المنطقة بتعدد روافدها والتقائها الفريد بين الحضارات الأفريقية، والأوروبية، والآسيوية، فهي تمتلك صوتاً قوياً على صعيد أدب ما بعد الاستعمار، حيث الكلمة مُقاوِمة، والقصيدة وثيقة، والرواية ذاكرة جماعية نضالية، وقد أهدى الكاريبي العالم رموزاً أدبية وثقافية كبرى، وأنتج أدباً إنسانياً شديد الخصوصية يتناول موضوعات الهوية والحرية والعدالة».
وأكد بن تميم على أن «استضافة ثقافة حوض الكاريبي ضيف شرف لهذه الدورة يعد امتداداً لرؤية معرض أبوظبي الدولي للكتاب في الانفتاح على الثقافات، وتسليط الضوء على تجارب أدبية لها القدرة على إثراء الحوار الثقافي العالمي، وفي هذا دعوة للناشرين لتبنّي هذه الكتب، وترجمتها، ورفدها بالمنح اللازمة لتحقيق ذلك، وفتح آفاق أمام جمهور المعرض للتعرف على هذه الثقافة في جميع أوجهها، وبناء أرضية جديدة للتواصل، التأمل في القواسم الإنسانية المشتركة بين شعوبنا وثقافاتنا وتجاربنا التاريخية».
أطياف متنوعة:
من ناحيته، أشاد رينسو أنطونيو هيريرا فرانكو، سفير جمهورية الدومينكان لدى الدولة، بالاحتفاء البالغ بثقافة بلدان حوض الكاريبي ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مشيراً إلى أن المنطقة العربية تضم طيفاً واسعاً من المعارف والثقافات.
وقال: نحن في دولة الدومنيكان، من أكثر البلدان تنوعاً ولنا صلات متميزة مع العالم العربي، ونتطلع مستقبلاً إلى بناء المزيد من الجسور مع الآخرين في مناطق مختلفة من العالم، ونعتبر مشاركتنا في هذا المعرض فرصة للتعريف بالثقافة الكاريبية، وخطوة جديدة نحو التعاون مع الثقافات الأخرى.
وتضم أجندة المعرض الخاصة بضيف الشرف طيفاً واسعاً من الفعاليات بمشاركة نخبة من مبدعي الثقافة الكاريبية الذين سيقدمون خبراتهم، ومعارفهم للجمهور التوّاق للإبداع الفكري والأدبي.