
علماء: تراجع الإدراك يبدأ في عمر 27.. 5 طرق لتنشيط الدماغ
لا شك أن الدماغ يُعد أحد أكثر الأعضاء تعقيدًا في جسم الإنسان، إذ يتعامل مع كميات هائلة من المعلومات بأسلوب مذهل. ومع ذلك، يبدأ أداؤه بالتراجع تدريجيًا مع التقدم في العمر. فقد أظهرت الأبحاث أن القدرات الإدراكية تبدأ بالانخفاض منذ سن 27 عامًا.
وأوضح الدكتور محمد أمين إيديلوف، مؤسس خدمة الصحة العقلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، أن هذا التراجع يطال بشكل خاص أولئك الذين يعملون تحت ضغوط مرتفعة، مثل رجال الأعمال، الأطباء، العلماء، المبرمجين، وذوي الاختصاصات في مجالات التعليم والتمويل. وللحفاظ على الذهن نشطًا ولكي يتجنب الأشخاص الإرهاق الذهني، يجب “إعادة تشغيل” الدماغ بانتظام.
وأشار الدكتور إلى أن الدراسات تؤكد فائدة النشاط البدني المنتظم على صحة الدماغ. فالتمارين الرياضية كالركض، اليوغا، أو حتى المشي السريع تُحسن تدفق الدم إلى الجهاز العصبي وتعزّز من مقاومة خلايا الدماغ للإجهاد. هذا النشاط لا يقتصر أثره على الذاكرة والتركيز فحسب، بل يُحسن الأداء الأكاديمي للأطفال الذين يمارسون الرياضة أيضًا، مما يعكس مدى تأثير نمط الحياة الصحي على تحسين وظائف الدماغ.
النوم الكافي والجيد يُعتبر من أهم أساسيات الحفاظ على كفاءة الدماغ المثلى. خلال النوم، يعمل الدماغ على معالجة المعلومات وتنظيف نفسه من السموم المتراكمة. ومع ذلك، قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على القدرات العقلية، مما يؤدي إلى انخفاض الانتباه، بطء ردود الفعل، وارتفاع مستويات التوتر. لذا يُنصح بالنوم لمدة تتراوح بين 7-8 ساعات يوميًا مع ضرورة مراقبة جودة النوم نفسه.
أما الجانب العاطفي والنفسي فلديه دور مركزي في الأداء العقلي. المشاعر الإيجابية تسهم في تعزيز الإبداع وسرعة معالجة البيانات، بينما المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب تُضعف التركيز وتُثقل الذاكرة. التوتر المزمن على وجه الخصوص يُعد ضارًا لأنه يعزز إفراز الكورتيزول الذي يرتبط بتأثيرات سلبية على منطقة الحصين المسؤولة عن وظائف التعلم والذاكرة. ورغم ذلك، فإن التوتر المعتدل قد يكون عاملاً محفزًا عندما يكون الشخص مقبلًا على أداء مهمة مهمة، ما يثبت أن الأمر يعتمد على حدّة ومدة التوتر وليس وجوده فقط.