نون والقلم

علاء شديد يكتب: العالم ما بعد كورونا!!

في الوقت الذي نبحث فيه عن الكمامات وأخبار حصيلة العدوى واستعدادات الدولة أو الدول بشكل عام لمواجهه العدو المجهول كورونا أفندي..!، هناك العديد من التحليلات والآراء التي تتناول مستقبل ما بعد كورونا على كافة المستويات والمجالات.. ولأن مجال اهتمامي بشكل كبير هو الشأن الاقتصادي فقد أكدت التحليلات على ما يلي:

أولا: صدق الإبداع المصري في الأمثال الشعبية ( المتغطي بالغريب عريان) ولهذا هناك فوران فكري حول كيف سيكون الوضع بالنسبة للشكل الاقتصادي في مرحلة ما بعد كورونا، العديد من الآراء تدور حول أهمية أن يكون الاقتصاد الوطني لأي دولة متكامل، بمعنى أن تمتلك موارد صناعية وزراعية على حد سواء، فلا معنى أن تكون دولة متقدمة صناعيًا ومتخلفة زراعيًا، ولهذا يتم دراسة كيف يمكن للدولة أن تكون قادرة على تدبير احتياجاتها بنسبه أكبر مما هو عليه في الوقت الراهن.

ثانيًا: ملامح الفكر الاقتصادي في حد ذاته سيتغير، أصبحت هناك أحاديث حول ضرورة الاعتراف بفشل الفكر الليبرالي، وانه لم يعد هو المحقق الفعلي لرفاهية الشعوب، فالاعتماد على القطاع الخاص الاستثماري وحده دون أن يكون للدولة دور إنتاجي زراعي صناعي متطور وقوي، لابد وأن يكون من الماضي، ففي وقت الأزمات ومنها الأوبئة يكون للقطاع العام ولاستثماراته ومساهماته الاقتصادية والإنتاجية دور أعلى أو موازٍ للقطاع الخاص، الذي يخشى الخسائر ومن ثم يتراجع إنتاجيا.. ولهذا هناك دعوات تطالب بضرورة عودة الدور الإنتاجي للدولة بشكل عام..

ثالثًا: كورونا وضع حدًا لما يعرف بالعولمة كأحد مظاهر عصر ما قبل الكورونا، بوصفها الدليل على تحول العالم إلى قرية صغيرة، ولكن هذا لا يعني نهاية العولمة ومظاهرها وأبرزها سهوله التواصل بين البشر، ولكن ستتحول إلى  العولمة إلكترونية.. بحيث تُقبل المجتمعات أكثر على العالم الافتراضي بوصفه الحل لاستمرارية تبادل الثقافات والمصالح بعيدًا عن تبادل الفيروسات والأوبئة.!، وبالتالي الصناعات التي شهدت نموًا كبيرًا بفضل العولمة الواقعية وسهولة الانتقال بين المجتمعات سوف تتراجع بشكل مؤثر على مدى زمني لن يقل عن عشرة أعوام..ولهذا قال البعض من الخبراء أن العالم الافتراضي هو الذي سيكسر حدة العزلة في حال تسبب كورونا في معاناة العالم من الكساد وفقًا لما حدث خلال العام 1926، حيث سيكون هناك تواصل بين البشر ومن ثم وجود صفقات ما ولكن عبر الواقع الافتراضي في أغلب الأحيان..!!

رابعًا: ما يجري في الوقت الراهن من إعادة تشكيل القوى الكبرى في العالم، والشكوك الراهنة حول استمرار التكاتف الأوروبي تحت راية الاتحاد جراء تحول أوروبا إلى دول منفصلة بحثًا عن النجاة بنفسها من تبعات كورونا، إضافة إلى الآثار المتوقعة سياسيًا والتي تترتب على الآثار الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون لها تأثيرها السلبي في استمرار قوة النفوذ الأمريكي في العالم.. وعليه سوف تظهر قوى جديدة أو قديمة تعد نفسها لاعتلاء منصة العالم ومعها سوف تنتشر أفكارها سواء سياسيًا أو اقتصاديًا بين الدول المختلفة بوصفها «المخلص» الذي استطاع ضبط الفوضى العالمية التي تسبب فيها كورونا والعولمة على السواء..

كل هذه الاحتمالات تعني أن عصر ما بعد كورونا سوف يختلف تمامًا عن عصر ما قبل كورونا.. وعلينا أن نفكر في تنمية مسيرة الاقتصاد المحلي بشكل مختلف يقوم على استغلال هذا السوق الضخم الذي يتعدى المائة مليون نسمه في تحقيق طفرات اقتصادية، إضافة إلى اكتشاف المزيد من الأسواق القريبة لسهولة التواصل معها، إضافة إلى تنمية البحث العلمي بوصف منتجاته هي المتوقع لها أن تشهد رواجًا بين دول العالم..

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
 tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى