نون والقلم

عبد العزيز النحاس يكتب: صورة سلبية عن مصر!

الأخلاق سمة من سمات تحضر الشعوب.. الانضباط إحدى سمات دولة القانون.. وغيابهما مؤشر على الفوضى، وتهديد مباشر للأمة، ومصر دولة ليست رخوة ولن تكون، حتى يشوه وجهها مباراة في كرة قدم أمام العالم كله، ومقالي الأسبوع الماضي بـ«الوفد» كان مناشدة لفريقي الأهلي والزمالك أن تمر مباراة السوبر بدولة الإمارات الشقيقة بدون الإساءة لمصر وشعبها أمام الملايين في كل مكان، وللأسف حدثت تجاوزات بسبب الشحن المعنوي والمكاسب الضيقة لتجار الوطنية وحنجورية الفضائيات وأساتذة صناعة الأزمات… ومنذ ثلاثة  أيام وصلت الأمور إلى ذروة الفوضى والإساءة للدولة المصرية والشعب المصري معاً في واقعة  انسحاب نادي الزمالك  من المباراة بسيناريوهات وألاعيب صبيانية شغلت الرأي العام داخل مصر وخارجها بصورة تلفظها عقول الأطفال، وخرج الإعلاميون على شاشات التليفزيون الرسمي للدولة وغيرها من الفضائيات المصرية والعربية يشجبون ما حدث بأشد العبارات، وانتقلت عدوى متابعة فضيحة الكرة المصرية إلى البرامج الإخبارية والسياسية، وتحولت الصورة المسيئة لمصر من إستاد القاهرة لخبر يتنافس مع أخبار فيروس كورونا.

هذه الصورة السلبية والمسيئة لمصر، لا يجب أن تمر مرور الكرام، ولا يجب أن يحدث معها أية موائمات أو تدخلات تحت مزاعم الأعذار والاعتذارات أو التوقف عند حد العقوبات  الإدارية الفارغة التي ثبت فشلها.. بل يجب محاكمة كل المتورطين في مهازل الكرة المصرية، وقد حان الوقت أمام القيادة السياسية لوقفة  حاسمة مع هذا الملف الذي يعج بكل أشكال الفساد وكان سبباً في زهق أرواح عشرات ومئات الشباب، وتصدير صورة مسيئة من مصر أمام كل دول العالم، وتعميق التعصب الأعمى بين الشباب المصري، والتلاعب بمشاعر المصريين من حين لآخر وإهدارموارد الدولة، وشغل الرأي العام والإساءة لمؤسسات الدولة والزج بها في مواجهة مع شرائح من الشباب المتعصب الذي يتم تضليله وتوجيهه من خلال بعض وسائل الإعلام والسوشيال ميديا التي انشغلت طوال الأيام الماضية بهذا الأمر، وطرحت كثيراً من النظريات والمؤامرات والتحليلات والادعاءات حول حماية البعض أو تدخل بعض السلطات ومنها على سبيل المثال مجلس النواب الذي يضم عددا من الأعضاء ينتمون للمنظومة الرياضية ويحتمون بحصانة المجلس كستار لأخطائهم وعدم مثولهم أمام جهات التحقيق بسبب عدم رفع الحصانة عنهم.. وذهب البعض على السوشيال ميديا لأبعد من ذلك وإيهام الرأي العام بأن الأحداث مرتبة سلفاً لشغل الرأي العام، وكأن مصر تقوم بأعمال سرية وغيرها من الأوهام والخيالات التي أصابت  البعض بسبب تكرار مهازل الكرة المصرية دون ردع أو محاسبة.

مصر التي ضحت وتضحي بأبنائها لمواجهة الإرهاب ودحره.. ومصر التي تحطمت على صخرتها مؤامرة الشرق الأوسط الجديد، لا يجب أن تقف عاجزة أو تسقط في مباراة أمام العالم بهذا الشكل المؤسف، ولا يجب أن ترضخ لإرهاب بعض الأفراد في سيناريو متكرر وممل.. ومصر التي تسابق الزمن لتحقيق النهضة في شتى المجالات لتعيد الوجه الحضاري لمصر من خلال أحدث شبكة طرق وكباري وعاصمة إدارية جديدة تقف شاهدة على إعجاز المصريين وأنفاق عملاقة أسفل قناة السويس لربط سيناء بالدلتا في عبور جديد، وعدد من المدن الجديدة على أحدث الطرق المعمارية العالمية لا يجب أن تقف عاجزة أمام ملف فساد كرة الدم المصرية الذي أساء لمصر طوال السنوات الماضية، وكان سبباً في إحباط الشباب، وصدر مشاكل عديدة للدولة ومؤسساتها ورسخ صورة سلبية عن مصر وعلى عكس الواقع، ويهدد كل خطط الدولة وتصديرها صورة مشرقة عن مصر واستقرارها لجذب مزيد من السياحة والاستثمار. ثم نفاجأ بهذا العبث!

ملف رياضة كرة القدم تحديداً في حاجة لتدخل الرئيس السيسي بقرارات حاسمة لإعادة هيكلة هذا القطاع على أسس وقواعد علمية واحترافية بعد أن بات صانعاً ومصدراً للأزمات وتشويه صورة مصر والمصريين.. في وقت تحولت فيه كرة القدم إلى مصدر لإسعاد الشعوب وتصدير صورة حضارية، كما أنها تحولت إلى صناعة ومصدر من مصادر الدخل القومي للدولة رياضياً وسياحياً وإعلامياً، وأمامنا نماذج الدول كانت حتى وقت مريب تعانى من التعصب والشغب مثل بريطانيا التي أصبحت  من أهم الدول في الاستثمار الرياضي، بعد أن رفعت شعار الاحتراف وسادت الضوابط.. وحتى في بعض الدول العربية والإفريقية نتابع حالة الاستقرار في هذا القطاع الجماهيري لوجود ضوابط  حاكمة وصارمة على الجميع دون توجيهات أو استثناءات أو  حصانات لأحد على حساب الدولة.

نائب رئيس الوفد

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى