ملكة أنت في دنيتي، وكل الباقيات جواري، فأرفقي يا جميلتي بملك تنازل عن عرشه الوثير من أجل عينيك الجميلتين، وشفتاك الكنزيتين وحواجبك المسيطرة ورموشك الكحيلة الساحرة.
كان له شعبا يهتف بجلالته، فعزل نفسه ليصبح أسير جنتك، زقزقت عصافير كانت تعزف له الألحان، وكتائب شعراء تكتب له قصائد القربان، فنحى نفسه جانبا، وقدمك أنت صاحبة العصمة والجلالة وأصبح هو مجرد مستمع شديد الأدب والوداعة.
من أجل عينيك يا صبيه، أغلق قلبه عليك وفتح بابه لكل الطيور، إلى رحاب الرحابة، فطارت مرتبكة، على غصون الأشجار، سعى بسعيه الفسيح لإرضاء غرورك العظيم، وأنفتك الشامخة بعزه الملكة الفخيمة، وجلست أنت وحدك متربعة على الكرسي الأثير.
لا تنسى يا ملكة مليكك العاشق، في زخم مسئولياتك الجسام، فعندما نزل عن عرشه، لم يكن يتصور أن كل العصافير ستغرد لك، وتنساه، وهو العاشق الهائم الحالم الكبير، كانت تطربه هذه الألحان، أدركي اللحظة وتمسكي بقلب أصبح أسير، يشتاق للحن يسمعه من صوتك الرخيم، وتذكري أنه يكره شعور الضحية الكسير.
غنى له كل يوم لحن الهوى العليل، حتى لا يشعر أنه مجرد أحد من أحاد الناس، يجوز عليه ما يجوز على كل الأنفاس.
أرحمي يا ملكة قلبا عزيزا بين القلوب، قدم عزته لتتحلى أنت بالفخامة، أكرميه حتى لا يكفر بفكرة تبادل السلطة ويصبح أضحوكة بكتب المؤرخين، اجعليه نموذجا لحبيب قدم كل شيء من أجل عينيك فأصبح ملكا متوجا على عرش العاشقين، انصريه على حساده الطامعين، من يتهامسون لعاطفته الشجية، التي انطلقت فجأة، فبدل طلقاته النقدية، بباقات ورد يوزعها في حدائق الحنية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 
