- أهم الأخباراخترنا لكعالمي

صواريخ إيران..رعب إسرائيلي وتهديد أمريكي

في الوقت الذي تتزايد فيه النزاعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، ويتعزز التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أقدمت الجمهورية الإيرانية على إجراء مناورات عسكرية ضخمة، وبعيدًا عن أن الهدف من المناورات اختبار القدرة الصاروخية الإيرانية، إلا أنها بعثت برسالة واضحة ودقيقة للاحتلال الإسرائيلي من خلال استعراض القوة الصاروخية التي يمكن أن تطال في أي وقت قلب الاحتلال.

تجربة باليستية مثيرة

في إطار مناورات “اقتدار الولاية” الصاروخية الإيرانية التي بدأت في 8 مارس الجاري، تحت شعار “استعراض الاقتدار والأمن في ظل الوحدة والتناغم والتضامن”، وانتهت في 10 من نفس الشهر، أطلقت قوات الحرس الثوري صواريخ باليستية من شمال طهران، أصابت أهدافها بدقة في سواحل مكران جنوبي البلاد.

قال قائد قوة الجوفضائية في الحرس العميد، أمير حاجي زاده، إن السبب وراء وضع تصميم لصواريخنا بمدى 2000 كم هو أن تكون قادرة على ضرب عدونا النظام الصهيوني من على مسافة آمنة، واعتبر حاجي زادة أن الصواريخ الإيرانية متاحة لشعوب فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وكل المظلومين في العالم، محذرًا من أن هذه الصواريخ ستشكل خطرًا على كل من يريد الاعتداء على الشعوب المسلمة المظلومة، لافتًا إلى أن الهدف من إجراء مناورات اقتدار الولایة هو الارتقاء بالقدرات الصاروخیة في البلاد.

أطلقت طهران خلال المناورات صواريخ “شهاب1″ و”شهاب2″ و”قيام1” متوسطة المدى، وصواريخ “قدر” بعيدة المدى من طرازF وH ، في صحراء مدينة قم التي تقع على بعد 157 كم جنوب العاصمة طهران، وضربت الصواريخ أهدافها بدقة عالية، وكتب على صاروخ قدر الذي تم إطلاقه في نهاية المناورات من عمق جبال البرز شمال إيران باتجاه سواحل مكران جنوب شرق البلاد، عبارة بالفارسية مترجمة إلى العبرية على طول الصاروخ وهي “إسرائيل يجب أن تزول من الوجود”.

الصواريخ الباليستية تم إطلاقها من المنشآت الصاروخية التي تقع تحت الجبال، وبإمكانها إطلاق الصواريخ البالستية من تحت الأرض، ودون أن تتمكن الأقمار الاصطناعية من رصدها وتحديد موقعها، كما لا يمكن اختراق التحصينات التي يتم الاحتفاظ بالصواريخ فيها تحت الأرض بأي نوع من الأسلحة الخارقة للتحصينات.

صواريخ شهاب تعتبر من أشهر أجيال الصواريخ الإيرانية، وتشمل عائلة هذا الجيل على “شهاب1 و2 و3 و4 و5 و6″، حيث يبلغ مدى صاروخ شهاب1 حوالي 300 كلم ويعتمد هذا الصاروخ على تصميم الصاروخ السوفيتي سكو ـ بي، ويعتبر صاروخ شهاب1 من الصواريخ قصيرة المدى وذو مرحلة واحدة ويعمل محرك الصاروخ بالوقود السائل، ويعتبر تطوير إيراني لصواريخ سكود.

بعد عامين تمكنت إيران من تصنيع صاروخ “شهاب-2” بمدى 750 كلم والذي يعتمد على تصميم الصاروخ السوفيتي سكودـ سي، ويعمل بالوقود السائل ويستطيع حمل رأس حربية واحدة، أما صاروخ شهاب 3 فيتمتع بمدى يبلغ نحو 1300 كلم ويعتمد على تصميم الصاروخ الكوري الشمالي نودونج، ويحمل رأسًا حربيًا واحدًا، ومنها ما هو قادر على حمل قنابل انشطارية وزنه ألف كجم، أما صاروخ شهاب4 فتعمل إيران على تطويره في محاولة كي يصل لمدى 6300 كيلومتر،  فيما يبلغ مدى صاروخ شهاب 5 نحو 4 آلاف كلم ويعتبر من الصواريخ بعيدة المدى، ويبلغ مدى شهاب6 نحو 6 آلاف كلم.

أما صواريخ قدر فقد أنتجت بجيلين هما “قدرH” و”قدرF“، وتعمل في المرحلة الأولي بالوقود السائل وفي المرحلة الثانية بالوقود الصلب، ويبلغ مداها من 1800 إلى 2000 كلم، وهو ما يجعلها بعيدة المدى.

غضب وفزع إسرائيل

وجد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو” ضالته في إطلاق إيران صواريخها البالستية، حيث طالب بفرض عقوبات على إيران بعد تجربتها صواريخ بالستية، وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال، إن نتنياهو أوعز إلى وزارة الخارجية، بمطالبة مجموعة 5+1 باتخاذ خطوات عقابية فورية ضد إيران، في أعقاب الانتهاكات المتكررة الصارخة، التي قامت بها بصواريخها البالستية، وأضاف المكتب أن هذا الأمر يشكل خطوة هامة بحد ذاتها، وأيضًا امتحانًا بالنسبة للدول العظمى بما يتعلق بفرض تطبيق الاتفاق النووي مع طهران.

يأتي موقف نتنياهو تأكيدًا على موقفه السابق من الاتفاق النووي الذي سعى إلى عرقلته مرارًا وعندما فشلت محاولاته أخذ في انتقاده بشكل لاذع، الأمر الذي كاد أن يتسبب في انهيار العلاقات مع حليفته الأمريكية.

من جانبه دعا مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مجلس الأمن الدولي إلى الرد بحزم وبصرامة على التجربة الصاروخية البالستية التي أجرتها إيران، وبعث دانون برسالة إلى المجلس قال فيها إن التجربة هي انتهاك صارخ للقرار الأممي الذي صادق على الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى وحظر على طهران إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

أمريكا تهدد

سيرًا على نهج حليفتها الصهيونية، استنكرت الإدارة الأمريكية التجربة الإيرانية البالستية، حيث أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانتا باور، أن بلادها طلبت من مجلس الأمن عقد مشاورات اليوم الاثنين حول التجارب الصاروخية الإيرانية، وأعربت باور عن قلق واشنطن من إطلاق إيران صواريخ بالستية، معتبرة أنها مستفزة ومزعزعة للاستقرار، وقالت إن امريكا تدين التهديدات لأقرب حلفائها في إشارة إلى الكيان الصهيوني، ودعت باور شركاء أمريكا إلى العمل على كبح وإضعاف البرنامج الصاروخي البالستي الإيراني، وأضافت أن واشنطن تنوي تقديم ما وصفته برد وطني ملائم على إيران.

روسيا تحذر من التهور

التهديدات الأمريكية ردت عليها الخارجية الروسية، التي أكدت عدم وجود أي علاقة بين عمليات إطلاق الصواريخ البالستية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني وبين تطبيق الاتفاق النووي الشامل، وحذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، السياسيين من إطلاق أي تصريحات استفزازية قد تضر بتنفيذ بنود الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران والدول الست في 14 يوليو الماضي، وأكدت زاخاروفا أن أي ردود أفعال على إطلاق الصواريخ البالستية في إيران يجب أن تكون متزنة، وأعادت الدبلوماسية الروسية إلى الأذهان أن القرار الدولي رقم 2231، يدعو إيران إلى عدم تطوير الصواريخ البالستية التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية، وشددت زاخاروفا على أن الجانب الروسي لا يملك معلومات عن كون الصواريخ التي أطلقتها إيران مؤخرًا قادرة على حمل رؤوس نووية.

زر الذهاب إلى الأعلى