
سيناريوهات بقاء صدام حسين!
سؤال يطرأ ببال الكثير منا في ظل الظروف والتدهور الذي يعانيه العراق “ماذا لو لم يعدم صدام”.. فنجد سيناريوهات كثيرة امامنا وعلى رأسها نستطيع أن نجزم بالقول أنه لم يكن لتنظيم داعش الإرهابي، أن يظهر في ظل النظام الأمنى القوي الذي اتبعة صدام حسين في العراق، فقد اعترف بالجماعات السلفية، لكن وضعها تحت رقابه شديدة من أجهزة الأمن حتى لا يفلت منه زمام الأمور.
فقد أصبح الوضع الاجتماعي في العراق ما بعد صدام ، في غاية السوء ، فغابت الدولة عن تقديم الخدمات الأساسية كالتعليم والكهرباء والمياه النظفية حتى ظهرت أوبئة مثل الكوليرا، واختلت التركيبة الاجتماعية بين طوائف “سنة وشيعة وأكراد وتركمان وسريان وغيرها”، ورفع الكل السلاح في وجه الكل، وتفكك المجتمع داخليًا.
القوة الاقتصادية
يبلغ دخل المواطن العراقي الآن 3.500 دولار سنويا، وهو أقل ماكان عليه في ما قبل الحرب، وتهاوى الدينار العراقي “القوي في عهد صدام” أمام الدولار، وأصبحت الميزانية تضع بالدولار بسبب ضعف القيمة المالية للدينار، حيث يساوي الدولار الامريكي 1107.1 دينار عراقي.
الجيش العراقي
بعد غزو العراق مباشرة، كان أول عمل قام به الحاكم الأمريكي بول بريمر، هو حل الجيش العراقي، المكون من أربعمائة ألف جندي، متجاهلا نصائح البعض وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ، بالإبقاء على الجيش العراقي، وبعد ثلاثين يوما فقط من قرار حل الجيش، في 32 مايو 2003 ، جاء القرار الثانى لبول بريمر أيضا بشأن الجيش العراقي، لكنه قضى هذه المرة بإعادة بناء وتشكيل هذا الجيش، وتم تكوين الجيش الجديد من مليشيات طائفية، لم تعرف الولاء نحو الدولة القومية، وهو ما ظهر جليا في معركة سقوط الموصل في أيدى تنظيم الدولة، حيث تمن 800 مقاتل فقط من التنظيم من السيطرة على المدينة، وسط انسحاب مذل لقوات الجيش العراقي.
فلسطين
خسرت القضية الفلسطينية، واحد من أكبر الداعمين الإقليميين عسكريا وسياسيا، وبمرور الوقت تحولت من قضية العرب المركزية إلى الهامش، بسبب الاضطربات الداخلية في أغلب بلدان الوطن العربي.
إسرائيل
سقوط صدام، وحل الجيش العراقي، هدية قيمة للدولة العبرية، فقد كان الجيش العراقي، أقوى جيوش المنطقة، والخطر الأول الذي يهدد الكيان الصهيوني، لا سيما بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر.
أمريكا
وضعت أمريكا يدها على صناعة النفط العراقي، وأشارت الإحصاءات إلى أن أسعار النفط الخام، قد ارتفعت أكثر من ثلاثة أضعاف وتصاعدت أرباح شركات النفط الأمريكية الكبرى من 40 مليار دولار أمريكى إلى 121 مليار دولار مع انهيار نظام صدام.
وفي المقابل خسرت بسبب الحرب ما يربو على 4000 جندى، خلال الحرب وما بعدها, وعاد إلى الوطن حوالى 30 ألف من المعوقين، ووصل حجم الإنفاق العسكرى إلى 12 مليار دولار شهريا. وكلفت الحرب ما يصل إلى 1700 مليار دولار، خلال عشر سنوات.