نون والقلم

سومية سعد تكتب: وصال التميمي نموذج مشرف للبرلمانية العراقية

خلال تحضير رسالة الماجستير وعلى مقاعد الدراسة وفي اليوم الأول طلب منا المحاضر تعريف كل شخص وبلده. ودائما في المحافل الدولية كل شخص يحب أن يقدم بلده حتى على نفسه وينسي عرقه ودينتيه وطائفته ويتذكر فقط وطنه.

خلال هذه الفترة كانت الدكتورة العراقية وصال عبد الرحمن التميمي مرشحة البرلمان الجالسة بجانبي بالتعريف عن نفسها أنا عراقية جئت من بلد مهد الحضارة وبلد الرافدين من العراق الجميل. وخلال هذه اللحظات استوقفتني هذه الكلمات وطار عقلي بها عندما كنت طفلة في العاشرة وكان لنا جار يدعي حمدي حسن يعمل في العراق وفي خلال أجازته السنوية يأتي لنا بالتمور العراقية ويوزعها على سكان الشارع.

ونحن صغار كنا نأكل التمور ونجوب بعقولنا الصغيرة كيف العراق. وجميعنا كنا نتفق أن العراق بلد جميل مثل تموره وكانت مخيلتنا الصغيرة تؤكد ذلك رغم أننا لم نراه.

وأنا صغيرة كنت أتمني رؤية العراق الجميل عندما أكبر. ولكن للأسف عندما كبرت وحان وقت السفر وجدته عراقا مدمر وجريحاً وحزيناً وخلال هذه اللحظات فقت  من هفوتي على حديث وصال عن العراق الذي سيعود بأهله وبسواعد أبنائه وتنهي حديثها ونكمل معاً الماجستير  وتعود ونظل أصدقاء رغم إنشغلها وحصولها على الدكتورة ومشاغلها في الحياة وعملها رئيسة منظمة المرأة القيادة في العراق وناشطة في حقوق الإنسان ومساعدة الأشخاص النازحين والمتضررين من العراق في الداخل والخارج.

لم تنس هدفها لإصلاح العراق وتغيره وسعدت خلال هذه الأيام عندما ترشحت من ضمن  980 مرشحة عراقية لنيل عضوية البرلمان في الانتخابات المقرر عقدها في 10 أكتوبر المقبل للأمل الجديد وتكاتف العقلاء لحماية الوطن من أي تدخل خارجي .

الدكتورة وصال التميمي

إنها ترشحت لتمثل المرأة العراقية الحاضرة بقوة في الانتخابات البرلمانية حيث استطاعت إثبات نفسها عن طريق حضورها البارز ومنافستها الرجال، إن وجود المرأة مطلب أساسي  في الانتخابات وداخل قبة البرلمان وضرورة للدفاع عن تلك المهمشات من النساء لأن المرأة نصف المجتمع .

سعدت لأن رأيت في عينها الأمل الذي نحلم به جميعاً كعرب دخلت ليعود عراق شامخاً وقوياً. من تسعى لخدمة وطنها بكل السبل ستكون محافظة على خيره ومن تحتفظ بكل قيم العراق في مسيرتها. وكلما كانت تشتد عليها المحن والصعاب كانت تزداد تألقا وتضحية وقوة وثباتا. وهذا بالتأكيد لم يأتي من فراغ بل هو نتاج ما مر بها وبالعراق. من حروب متتالية وأزمات وسنوات عجاف من حصار ثم احتلال.

لقد تغير هذا الأمر بعد غزو العراق عام 2003 حيث تعرضت معظم آثاره للتخريب والسرقة أو التحطيم وبعد مرور خمسة عشر عاماً، تبين أن الحرب، التي كلفت مئات الآلاف من الضحايا، وأوقعت الشرق الأوسط في حالة من الفوضى، بنيت على أكاذيب.

وصف الحقوقي المدني الدولي في كولونيا، بيورن شيفباور. حرب العراق بأنها «كانت عملاً من أعمال العنف التي تتعارض مع القانون الدولي. شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها».

حان الوقت للتخلص من الإرث الطائفي والتدخلات ليصبح العراق للعراقيين قبل كل شيء.

وجاءت الدكتورة وصال عبد الرحمن التميمي واحدة من المخلصات لهذا البلد. الذي حان الوقت للتكاتف من كل العراقيين بعيداً عن العرق أو الديانة أو الطوائف. فقط للمخلصين للمحبين لتراب هذا الوطن ولن يحمي العراق غير العراقين. وأن يتعلم الجميع أن ما مضى درس للجميع لتطوي معها أحزان العراق البلد الجريح ويعود عراقاً جميلاً كما كان.

 

Somaya.saad@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتبه اصغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى