نون والقلم

سامي أبو العز يكتب: علموا قلوبكم كيف تكون الحياة

الشوق والحنين لغة العشق بين أصحاب القلوب المتدفقة الذين تتغذى أرواحهم بالمشاعر الراقية النبيلة التي تنزع من داخلهم الكبر والغل والحقد وتحول حياتهم إلى جنة ينعمون بها فيسعدون أنفسهم ويسعدون من يحبون ويحولون محيطهم إلى أنهار متدفقة من العطاء بلا حدود.

الشوق للأموات مقبول فبينك وبينهم عالم الملكوت والبرزخ، وهذا الحنين ربما يلازم أصحابه لسنوات قد تمتد للعمر كله، وقد تزداد أو تتناقص وفقا لمدى ارتباطنا بمن فارق، فهناك من تشتد الأيام ضراوة بعد فراقهم، وهناك من تنسينا الأيام ذكراهم، وفي الحالتين لا ننساهم.

أما الشوق للأحياء فتلك الكارثة الحقيقية التي تحول حياة أصحابها إلى جحيم لا يطاق، وبخاصة إذا كان هذا الحي على  مقربة أو من أصحاب الرحم المقطوع أو من أقارب الدرجة الأولى أو حتى العاشرة أو صديق أو حبيب، ولكل منهم ولفراقه ولبعده لوعة مختلفة وتأثير يختلف من شخص لآخر وفقا لارتباط الشخص بمن أجبر على فراقه حيا، وأيا كانت الأسباب أو مجريات الأمور التي أدت لذلك فهذا واقع مرير وغير مبرر ولا يقبله عقل ولا يرتضيه دين أو أخلاق أو حتى القوانين الوضعية.

يا سادة..الإنسان يعيش مرة واحدة فلماذا تقسون على أنفسكم وتفارقون من أحببتم مهما كانت الأسباب فالإنسان القوي هو من يملك تغيير الأمور وتعديل الدفة وتغيير سير مركب حياته..نعم الأقوى من يتمسك ويرفض التنازل ولا يرضى بأنصاف الحلول، من يستمد طاقته من النور وإشعاع الخير الذي يكمن بداخله لينعم ويهنأ بحياته ويعيشها كما يريد وليس وفقا لما تأتي به الرياح.

الحكاية ببساطة انظروا لمكمن الطاقة بداخلكم، وابحثوا عن مصادر قوتكم واقبلوا التحدي ومواجهة كل الأخطاء التي إما شاركنا فيها أو خضعنا لأرواح الشر بداخلنا وخفافيش الظلام من حولنا لنطفيء شموع موقدة بداخلنا ونظلم دنيانا ودنيا من نحب فيسود قانون الغاب وتتقطع الأوصال والأرحام وتتوه معالم حياتنا وتتشوه أحلامنا وتتكسر أمانينا على صخور الجحود والغل والكراهية التي لا مبرر لها سوى نفوس مريضة تحكمت وسادت فعم الفساد.

الوقت ليس متأخرا مادام في العمر بقية المهم أن تبادر الآن اذهب لمن أحببت وذلل أسباب الخلاف أخبره بما شئت لا تخف ولا تخشى سوى ربك فلا تدري هل يمهلك القدر فرصة أخرى..أوقدوا الشموع ليس لفراق من أحببتم ولكن لعودة الحياة إلى قلوبكم.

نبضة قلب..تمسكوا بأحبتكم جيداً وعبروا لهم عن حبكم واغفروا زلاتهم فقد ترحلون أو يرحلون يوما وفي القلب لهم حديث وشوق..لا تنتظروا الذكرى لتقتلوا  قلوبكم ولكن علموها كيف تكون الحياة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى