- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: سوريا بين مخالب الذئاب وقرار العودة

طرد العرب سوريا من «بيت العرب» وجمدوا عضويتها وظل مقعدها شاغر 8 سنوات عجاف بالتمام والكمال، ذاق خلالها الشعب الشقيق ويلات الحرب، وتحولت بلاد الشام إلى مسرح لجماعات التطرف والإرهاب، وتكالبت عليها قوى الشر من كل جانب على مرأى ومسمع من العالم أجمع والعرب على وجه الخصوص، وباءت كل محاولات دمشق بالفشل للعودة للصف العربي بسبب تعنت قادة عرب.

ونفض العرب أيديهم وتعاملوا مع المسألة بمبدأ أخوة يوسف، وتركوا الشقيقة سوريا بين مخالب الذئاب في حرب غير متكافئة دفع الأشقاء ثمنها، حيث دمرت منازلهم وفروا لاجئين في كل بلاد العالم يبحثون عن مأوى ومنقذ وملاذ أمن، ولاجئين بدول العالم ولقى الآلاف منهم حتفه أثناء الهجرة غير الشرعية، كل هذه الويلات والجامعة العربية مصممة على ترك مقعد سوريا خاوياً وشاهداً على الخذي العربي.

في نوفمبر 2011 قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية سوريا ودعوا لسحب السفراء من دمشق وتعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة إلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها وتوفير الحماية للمدنيين السوريين من خلال الاتصال بين المنظمات العربية والدولية المعنية، ودعا الوزراء في قرارهم الجيش السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف ضد المدنيين.

ولم يكتف الوزراء بتوقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية ودعوا الدول العربية لسحب سفرائها، وأعلن الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر ورئيس مجلس الوزراء العرب في دورته المنعقدة في ذلك الوقت، أن 18 دولة عربية صوتت لصالح القرار ورفضته لبنان واليمن سوريا، فيما امتنع العراق عن التصويت.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت للقرار في ذلك الحين بأنه غير قانوني ومخالف لميثاق الجامعة ونظامها الداخلي، إلا أن القرار دخل حيز التنفيذ حتى يومنا وتركت سوريا والشعب الشعب السوري مأوى للجماعات الضالة ومرتعا للدولة الطامعة في الاحتلال والتقسيم ونهب الخيرات.

والآن وبعد الهجمة البربرية من تركيا وهجومها الشرس على الأراضي السورية، أعلنت جامعة الدول العربية أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً السبت بعد دعوة من مصر لكي تجتمع بهدف بحث الهجوم التركي على سوريا، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه بقوة كيف ستبحثون أزمة سوريا ومقعدها مجمد في جامعتكم الموقرة؟ وهذا إقرار منكم أنها لا ترقى لأن تكون عضوا بالجامعة، وكيف ستقيمون الأوضاع في غياب المندوب السوري؟ وكيف ستتعاملون مع الجاني في غياب المجني عليه؟

الحقيقة يا سادة أن عودة سوريا أولاً لمقعدها الشاغر منذ 8 سنوات هي الخطوة الأولى والأهم، وإعلان للعالم أنكم لن تتركوها للذئاب تتقاسمها وتمزق وحدتها وتدنس تراب أراضيها..عودة سوريا لبيت العرب ستكون البداية لتضميد الجراح ومحاولة للملمة الخارطة المهلهلة قبل الضياع..أنقذوا سوريا الصامدة فاليوم هي بين أيديكم وغداً لن ينفع البكاء.

باختصار..إذا كانت الجامعة العربية جادة هذه المرة في مساعيها تجاه العدوان التركي، فلابد أن تبادر بقرار عودة سوريا، ومن ثم تبدأ الخطوات اللازمة لردع العدوان فتركيا ليست وحدها بل خلفها قطيع من الذئاب..أعيدوا سوريا لمقعدها الخاوي في بيت العرب يرحمكم الله.

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى