- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

روسيا تخطو نحو الحل السياسي بسوريا

بالتزامن مع انعقاد مؤتمر جنيف3 بين الحكومة والمعارضة السورية، وفي ظل استمرار صمود الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار، على الرغم من محاولات بعض التنظيمات خرقها للعودة إلى نقطة الصفر، خرجت روسيا لتحمل الأزمة السورية إلى مكان جديد، وتُعيد ترتيب الأوراق، وتخطو نحو الحل السياسي.

سحب القوات الروسية

كشف متحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى أوامره، خلال اجتماع مع وزير الدفاع، بسحب جزء من القوات الروسية من سوريا، بدءًا من اليوم. وقال بوتين إن التدخل العسكري الروسي قد حقق أهدافه إلى حد كبير، وأشار إلى أن بلاده ستحتفظ بوجود عسكري في ميناء طرطوس وفي قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية بسوريا، وأمر في الوقت ذاته بتكثيف الجهود الدبلوماسية الروسية؛ للتوصل إلى اتفاق سلام.

قرار روسيا لم يكن مفاجئًا للمتابعين للأحداث وأجواء المفاوضات وما يدور في الغرف المغلقة بين القوى الكبرى المعنية بالأزمة السورية، حيث أكدت الرئاسة السورية أن موضوع سحب القوات الروسية من سوريا برمته تم بالتنسيق الكامل بين الجانبين السوري والروسي، وأنه خطوة تمت دراستها بعناية ودقة منذ فترة، على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة، وآخرها وقف العمليات العسكرية، وأشارت إلى أن موسكو ودمشق ما زالتا كما كانتا دائمًا ملتزمتين بشكل مشترك بمكافحة الإرهاب أينما كان في سوريا.

تعزيز الحل السياسي

“حان وقت التسوية”.. هذا ما حاولت روسيا التعبير عنه بسحب بعض قواتها الأمنية من سوريا. فبعيدًا عن التكهنات والتفسيرات التي أرجع إليها البعض الخطوة الروسية، أكدت جميع المؤشرات أن سحب موسكو لقواتها من سوريا ينضوي على هدف تهدئة العمليات العسكرية وتقليص الجبهات المشتعلة وتعزيز الحل السياسي، خاصة مع انعقاد مؤتمر جنيف الذي تحاول القوى الدولية بذل كافة جهودها لإنجاحه، حيث بات الرئيس الروسي يعول أكثر على العملية السلمية لإنهاء النزاع السوري الذي دخل عامه السادس.

بالتوازي مع الموقف الروسي يأتي الموقف الأمريكي، الذي يعزز أيضًا الانتقال إلى الحل السياسي وإزالة فائض القوة الذي تم اتباعه خلال الفترة الأخيرة، سواء من قِبَل القوات الروسية أو السورية أو التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، حيث عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ارتياحه للقرار الروسي، مؤكدًا أن القيادة الروسية ناقشت مع نظيرتها الأمريكية الموضوع برمته، وشدد الرئيس اوباما على أولوية الحل السياسي الانتقالي؛ لوضع نهاية للعنف في سوريا.

إنجازات ميدانية

لا شك أن تدخل القوات الروسية في سوريا ودعمها للجيش السوري أدَّيَا إلى انقلاب المعادلات الميدانية على الأرض، حيث وفرت هذه القوات غطاءً جويًّا مُحكَمًا وقويًّا للقوات السورية، وهو ما مكنها من السيطرة على معظم المناطق الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية وقوات المعارضة قبل تدخل القوات الروسية هناك.

أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أنه بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات في الحرب على الإرهاب، بالتعاون مع القوات الصديقة، وفي مقدمتها روسيا الاتحادية، وبعد التطورات الأخيرة التي شهدت اتساع رقعة المصالحات المحلية ووقف العمليات القتالية على بعض الجبهات وفرار أعداد كبيرة من الإرهابيين، كان من الطبيعي أن يتم الاتفاق بين قيادتي الجيشين في سوريا وروسيا على تخفيض تواجد القوات العسكرية الروسية في سوريا، بما يتناسب مع التطورات المستجدة.

مؤتمر جنيف

الخطوة الروسية التي بعثرت أوراق الأزمة السورية مجددًا جاءت بالتزامن مع انطلاق الجولة الأولى من مؤتمر جنيف3، أمس الاثنين، حيث بدأت الاجتماعات الثنائية التحضيرية لمفاوضات وفدي المعارضة والحكومة السورية، بعقد محادثات بين وفد الحكومة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، ومساعديه بمقر الأمم المتحدة في جنيف.

أجواء متفائلة بعض الشيء انطلقت بها الجولة الأولى، حيث وصف رئيس الوفد السوري، بشار الجعفري، الجلسة بأنها كانت إيجابية وبناءة، وتمت فيها مناقشة أهمية وضرورة تجنب الثغرات التي واجهت المفاوضين في الجولة الأولى، وقال إننا نريد أن نتحاور كسوريين وبقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي ومن دون أي شروط مسبقة، وأي خروج عن هذه الأدبيات والمرجعيات سيعني حتمًا أن هناك من يعمل على إفشال هذه الجولة أيضًا كما فعل في الجولة السابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى