اخترنا لكدنيا ودين

رضا هلال يكتب: وما بقي من رمضان أعظم مما فات

ومضات رمضانية

إذا كان النصف قد ذهب فإن الباقي منه هو الذهب، هذه مقولة سيارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقال في حب رمضان شهر الصيام والقرآن الكريم والتراويح، وصوم اللسان والقلب والروح، وهي تعبر بصدق عن مدى ارتباط المسلم بشعائره جميعا وفريضة الصيام على وجه الخصوص.

هذه العبارة استوقفتني عندما جاءت لي عبر تطبيق «الواتساب» وشعرت معها بأهمية الصيام بحق وإدراك ما تبقى من نفحات إيمانية روحانية رمضانية، وهي تحثنا بشدة على الهمة والعبادة في النصف الثاني من الشهر الفضيل.

ولكنني توقفت كثيرا عند تقييم النصف الثاني بأنه من «الذهب» المعدن النفيس الذي إن أراد أحدنا تعظيم شيء أو شخص أو تصرف فإنه بصفه بالذهب والالماس، والسؤال هل هو كذلك أم أن التشبيه للتقريب والتحبيب.

وأعتقد أنه كذلك أي للتقريب والتحبيب ونحن بطبيعة الحال نحب هذا الشهر المبارك لما فيه من فضائل وخيرات وإضاءات للوصول إلى المرتبة المرجوة من الصيام.. لعلكم تتقون.. وهي مناط الأمر كله فإذا ما صام العبد بحق فإنه سيصل إلى تلك المرتبة العظيمة.

فكما يقول عبد القادر علاوة أن الصائم بحق أجره عظيم «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، وصوم رمضان الذي هو ركن بُني عليه الإسلام له أجور عظيمة «من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، والصائمون هم الذين يدخلون الجنة من باب الريان كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «للصائمين باب في الجنة يقال له الريان لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق» (متفق عليه)، وزاد الترمذي «ومن دخله لم يظمأ أبدًا»، ولابن خزيمة «ومن دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا».

فهذا الأجر العظيم لا بد أن يكون جزاء عمل عظيم لا يقف عند صورة امتناع المرء عن الطعام والشهوة فحسب، وقد بيّن النبي صل الله عليه وسلم هذه الحقيقة في قوله «مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري

وقال جابر- رضي الله عنه-: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

وعبادة على هذا القدر في الإسلام ولها هذا الأجر توجب على فاعلها أن يتعرف على أحكام الصيام، وأحوال الصائمين حتى لا يخدع نفسه ويخدعه الشيطان فيظن أنه صائم بامتناعه عن الطعام والشهوة وهو في الحقيقة مفطر بقول الزور والغيبة والنميمة والسخرية.. إلى آخره.

يقول البيضاوي: «ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمَّارة للنفس المطمئنة فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول

وغدا ومضة رمضانية جديدة

redahelal@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى