اخترنا لكدنيا ودين

رضا هلال يكتب: في الوداع كلمة

ومضات رمضانية

تأدب عند الوداع! فإن الأعمال بالخواتيم؛ والخواتيم ميراث السوابق ربما كان أدبك سببًا في رحمتك وعتقك؛ ومن الأدب الثبات والانتظار حتى النهاية؛ لا تنشغل بالاستعداد للعيد والفرحة بقدومه وتنسى أنك ما زلت في رمضان وقد تكون آخر ليلة هي ليلة القدر؛ فرسولنا صلى الله عليهم وسلم أمر الرماة في غزوة أحد بالثبات؛ والانتظار في مواقعهم حتى نهاية المعركة لكنهم تعجلوا النصر وفرحوا بالغنائم وتركوا أماكنهم فتغيرت نتيجة المعركة! فلا تدر ظهرك ولا تتعجل حتى النهاية.

لا تكن الخيل أفطن منك.. فهي كلما شارفت على النهاية زادت من سرعتها لتحسم السباق.. فلا تفتر.

إن الرجل ليعمل الحسنة: فتكُون نوراً في قلبه، وقوة في بدنه. وإن الرجل ليعمل السيئة: فتكون ظلمة في قلبهِ، ووهناً في بدنه. الحسن البصري.

مهما كنت مُقصّراً ففي داخلك بذرة خير، لا تتركها في العراء تتجاذبها الشياطين والشهوات، اسقها بدموع توبتك في خلوتك، ونمّها بدعائك الصادق، وثبّتها بوردِك القرآني، واجعلها تحت مراقبة الله، ثم قوّها بمعنى اليقين بالله، المهم أن لا تُهملها حتى لا تتفاجيء مع مرور الأيام بموت تلك البذرة!.

كل شيء في هذه الدنيا إما أن تتركُه أو يتركك، إلا الله، ‏إن أقبلت إليه أغناك، و إن تركته ناداك.

أحسن وداع شَهرك، شُدّ مِن عَزمك وأقم ظهرك وأطل ركُوعك وأبتهل لِمولاك. ولا يَفتر لِسانك! ذكرًا لله، تاليًا من الآيّ، حامدًا مُسبّحًا.

تلذّذ بِمناجاة ربك، مُستشعرًا بلوغك لآخر الّأيام، مُفتقرًا مِن حَولك وقُوتك إلى حوله وقوتهِ، خاضعًا لله تفِيض عِيناك لهُ!.

أعظم الحب هو الذي يكون من الله، إن أحبّك الله، أسعدك؛ ونصرك؛ وأجاب دعائك؛ وأزال همك؛ وأزاح غمّك؛ وألقى في قلوب الناس حبّك.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».

عندما تكون نقياً من الداخل، يمنحك اللَّــه نوراً من حيث لا تعلم، يحبك الناس دون سبب، وتأتيك مطالبك دون ان تنطق بها، فاللهم إنا نسألك سلام القلب وحسن النية.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني وعن أهل بيتي وذريتي، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عن أمي وأبي ووالديهم ووالدي والديهم، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف  عن  إخواني وأخواتي وذرياتهم .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عن كل من له حق علينا واعف عن أصدقائي وزملائي وجيراني ومن يحبني وأحبهم، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عمن دعا لي في ظهر الغيب ومن أوصّاني بالدعاء .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عن من  ليس  له  أحد  يدعو  له.

إنا دَعونا  واليقينُ  لباسُنا…

حاشاكَ  رحمنَ السماءِ ترُدّنا

فقلوبنا  بالأمنياتِ  مليئةٌ….

يا ربّ في رمضانَ بلّغنا المُنى

اللهم اختم لنا رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، والفوز بجناتك.

وغداً ومضة رمضانية جديدة

redahelal@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى