
رضا هلال يكتب: اليمن الحوثي .. وعلاقته المشبوهة بتل أبيب (2-2)
«لماذا سلم الحوثي أهم مخطوطات يهودية تلمودية على مستوى العالم كانت في اليمن إلى تل أبيب مع عائلة يهودية مكونة من 12 شخصا عام 2016م؟».
الجميع يعرف فضيحة الحوثي ومليشياته الإرهابية الانقلابية الفارسية الصهيونية التي قام بها عام 2016م وهي تهريب أهم مخطوطات ووثائق تلمودية يهودية على الإطلاق كانت في اليمن من صنعاء إلى تل أبيب عن طريق الأردن مع الحاخام اليهودي اليمني وأسرته المكونة من 12 يهودياً أطفالاً ونساء وشباب وكبار سن الذين كانوا يتوارثون حفظ هذه المخطوطات الهامة لدى اليهود واستقبلهم في تل أبيب رئيس حكومة العدو الصهيوني آنذاك بنيامين نتنياهو وهم الآن عايشين في تل أبيب مع تلك المخطوطات التي ظلت سراً في اليمن لا يعرفه أحد منذ القرن الخامس الميلادي (انظر: The Times of Israel، تقرير 2016؛ ووكالة Associated Press).
كيف دخلت المخطوطات والوثائق التلمودية اليهودية اليمن في القرن الخامس الميلادي
دخلت الوثائق والمخطوطات التلمودية اليهودية اليمن في القرن الخامس الميلادي في عهد ملك اليمن ذي نواس الحميري، الذي كان يقوم برحلتين كل سنة، إحداهما صيفاً إلى مكة والأخرى شتاءً إلى الشام.
في رحلاته إلى الشام، استضافه اليهود وأكرموه بغرض تهريب مخطوطاتهم الدينية من بطش الروم، وقد أعجب بهم واعتنق اليهودية، وأمر بنقل الأحبار والمخطوطات إلى صنعاء. (انظر: تاريخ الطبري؛ مروج الذهب للمسعودي؛ وكتاب “اليهود في اليمن” ليوسف يوسف).
بعد استقراره على الدين الجديد، أمر ذو نواس الشعب باتباع اليهودية، ورفض نصارى نجران ذلك، فحرّضه الأحبار على قتلهم. وأمر بحفر الأخدود وحرقهم، وفيهم نزلت سورة البروج في القرآن الكريم: “قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود” (سورة البروج، الآيات 1-8).
وقد سعت بعض التفاسير الإسرائيلية لاحقاً لتزييف تفسير سورة البروج، بإقحام قصة الغلام والساحر والملك، رغم أن القصة الحقيقة مثبتة تاريخياً في المراجع الإسلامية القديمة. (راجع: تفسير الطبري وابن كثير، والتنبيه على الإسرائيليات من قِبل المتخصصين).
بعد علم قيصر الروم بالمجزرة، أمر ملك الحبشة التابع له بغزو اليمن، فهُزم ذو نواس وانتحر في البحر بعد سقوط الحديدة، فاستمر الاحتلال الحبشي لليمن حتى استعان سيف بن ذي يزن بالفرس، فأمده كسرى بجنود معظمهم من اليهود في سجون فارس. (انظر: تاريخ الطبري، والمسعودي، والوزان في “صنعاء مدينة مفتوحة”).
تلا ذلك مؤامرة جديدة من اليهود الذين تقاطعوا مع يهود الشام ويهود فارس، فاغتالوا سيف بن ذي يزن، ونصّبوا قائد الفرس ملكاً على اليمن باسم كسرى، واستمر حكم الفرس لليمن حتى باذان آخر حكامهم. وقد أسلم باذان بعد رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودخل أهل اليمن في الإسلام أفواجاً. (انظر: السيرة النبوية؛ والطبري؛ والمسعودي).
بدأ اليهود بالتآمر على الإسلام في اليمن من جديد، وتواصلوا مع يهود المدينة، وحرّضوا القبائل على باذان والمسلمين، وظهر المرتد الأسود العنسي فقتل باذان، لكن فتنة الردة انتهت بمقتله على يد زوجة باذان. (راجع: السيرة النبوية، وتاريخ الردة والمرتدين).
لاحقاً، استمر اليهود في اليمن بتوسيع نفوذهم، وبدأوا التنسيق مع يهود فارس لتأسيس حكم جديد في اليمن تحت غطاء التشيع، مدّعين نسب الهادي الرسي إلى آل البيت، وهو مؤسس السلالة الفارسية في اليمن عام 283هـ، بجيش أغلبه يهود ومرتزقة. (انظر: كتاب «اليهود في اليمن»؛ و«تاريخ الأئمة الزيدية»؛ و«موسوعة الفرق»؛ وكتاب منير العكش «اليهود في الإمبراطورية العثمانية»).
تعرّض اليمن بعدها لموجات من الاحتلال الكهنوتي باسم الإمامة، وقد ارتكب الهادي الرسي وأتباعه جرائم جسيمة بحق اليمنيين باسم آل البيت، وهي الكذبة التي يُعاد استخدامها اليوم من قبل الحوثي، الذي يمثل امتدادًا لتلك السلالة، كما تُظهر حادثة تسليم المخطوطات التلمودية عام 2016.)انظر: تقارير AP، Times of Israel، وكتاب يوسف يوسف «اليهود في اليمن ».
عصابات الإمامة الكهنوتية الشيعية الفارسية في اليمن ليسوا فرساً فقط بل أصولهم يهود، ويجب فضحهم وكشفهم على حقيقتهم ليتم اجتثاثهم من اليمن وتحرير البلاد منهم وتطهيرها من رجسهم واستعادة الدولة والحقوق وكرامة اليمنيين.