اخترنا لكدنيا ودين

رضا هلال يكتب: المصطلقون الجدد.. من يوقفهم؟!

ومضات رمضانية

اشعر بغصة شديدة وبوخزة مؤلمة في القلب، لما حدث ويحدث في غزة العزة والإباء، خصوصاً أننا في أيام تسمى أيام التضامن والنصرة، والتكافل والتكامل، أبسط حق المسلم على المسلم أن ينصره بأي وسيلة كانت وأضعف الايمان دعاء بالقلب.

نحن في هذا الشهر الفضيل وجب علينا دعم ومناصرة المجاهدين الأحرار الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل تحرير وطنهم المحتل من المصطلقين الجديد .. الصهاينة المجرمون، ومن يساندهم نازيون هذا الزمن، جريمتهم البشعة في الفجر وعند السحور غير الموجود أصلا جريمة جديدة تضاف إلى سجلاتهم السوداء المملوءة بجرائم ضد الإنسانية.

وهنا لا يمكنني إلقاء كل اللوم عليهم، أو إدانتهم فهم ماضون في تحقيق اهدافهم، والوصول لمبتغاهم، وسحق كل من يعترض طريقهم، اللوم كل اللوم على ملياري مسلم و400 ألف عربي وأكثر من 23 نظاما عربية و57 نظاما اسلامية، اين هم جميعا مما يحدث.

هذه هي المواقف الحاسمة والفاصلة والكاشفة، من منا ومن محسوب على الإسلام والمسلمين، ومن يسير في جوقة النفاق، فما يحدث الان يذكرنا بغزوة بني المصطلق الشهيرة في التاريخ الاسلامي، رغم أهميتها النسبية إلا أنها ومن أبرز مزاياها أنها كشفت المنافقين من اللذين كانوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم.. من هو المسلم الحق، والمسلم المزيف، وكذا غزة كشفت لنا المنافقين من أنظمة الحكم العربية وكذا الشعوب المغلوب على أمرها والذين سيبدأ الله بهم .. فلا يظن فرد أن غير معني بالأمر فكلنا مسئولون، وكلنا محاسبون، وقفوهم إنهم مسئولون.

وفقط سأذكركم ببعض لمحات مما حدث في غزوة بني المصطلق التي اراها تشبه كثيرا ما يحدث في غزة.

فغزوة بني المصطلق (المريسيع) وقعت في شعبان من السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، وكانت لها أهمية كبرى على عدة مستويات، سواء من حيث توجيه المسلمين عسكريًا، أو كشف المنافقين ودورهم التخريبي داخل المجتمع الإسلامي.

وتتركز أهمية الغزوة في تحقيق النصر وإحباط تهديد جديد: كان بنو المصطلق يجهزون للهجوم على المسلمين، فبادرهم النبي ﷺ بغزوة استباقية انتهت بانتصار المسلمين وأسر عدد كبير منهم.

وتحقق للرسول الأكرم كسب ولاءات جديدة فقد أدى انتصار المسلمين إلى دخول عدد من الأسرى في الإسلام، وكان من بينهم جويرية بنت الحارث، ابنة زعيم بني المصطلق، التي تزوجها النبي ﷺ، مما أدى إلى إطلاق سراح العديد من الأسرى بعد أن أصبحوا أصهارًا للرسول، وساهم ذلك في تقوية العلاقات القبلية.

أما أبرز فوائد هذه الغزوة هو كشف المنافقين وخطرهم الداخلي وقد برز فيها نفاق عبد الله بن أبي بن سلول، زعيم المنافقين، حين قال مقولته الشهيرة: “لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”، في إشارة إلى إخراج المسلمين من المدينة، وهو ما كشف نواياه الحقيقية وأدى إلى نزول آيات في فضحه.

أما حادثة الإفك وامتحان المجتمع المسلم فحدث ولا حرج فيما يفعلونه بالمرأة المسلمة الان وقد وقعت حادثة الإفك، حيث اتُهمت السيدة عائشة رضي الله عنها ظلمًا، مما كان اختبارًا عظيمًا للمسلمين، ونزل الوحي لتبرئتها في سورة النور، مؤكدًا أهمية التثبت قبل تصديق الشائعات.

فهل استوعبنا نحن دروس وعبر هذه الغزوة كما يستوعبها المجاهدون في غزة والتي تركزت في ضرورة التعامل بحزم مع التهديدات الخارجية قبل أن تتفاقم.

وإدراك خطر المنافقين داخل المجتمع الإسلامي.

والحكمة السياسية التي تعامل بها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته مع الأسرى والقبائل المعادية، وكشف خطورة الشائعات وأثرها في زعزعة المجتمع.

كانت هذه الغزوة محطة فارقة في التاريخ الإسلامي، أثبتت قوة المسلمين وقدرتهم على مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية بذكاء وحزم.

وكذلك معركة طوفان الأقصى الـ7من اكتوبر لها دور كبير لا يقل أهمية عن غزوة بني المصطلق.

وغدا ومضة رمضانية جديدة.

redahelal@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى