رضا هلال يكتب: الشناوي وبوجبا واليويفا في خدمة الإسلام
ما من شك في أن الدين الإسلامي سينتصر وسيجد من ينصفه، ومما أسعدني وأغاظني في الوقت نفسه أن الإنصاف جاء هذه المرة ممن لا يُتوقع أن ينصروه، خصوصا في ظل أجواء عدوانية داخلية قبل أن تكون خارجية.
بول بوجبا واليويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) نجحا في جعل الإسلام حديث العالم بعدما أزاح بوجبا زجاجة خمور من على منصة مؤتمره الصحفي؛ وهاج وماج الجميع، إلا أن اليويفا وفي لحظة صدق وحيادية؛ أنصف اللاعبين المسلمين، ومنع وضع أية أنواع من الخمور أمامهم رغم أنهم يدفعون مئات الملايين رعاية للبطولة الأوروبية الحالية خصوصاً، واللعبة عموماً.
ويُذكرنا هذا الموقف بتصرف اللاعب المتميز محمد الشناوي حارس النادي الأهلي ومنتخب مصر؛ عندما رفض جائزة رجل مبارة مصر وأورجواي في كأس العالم بروسيا 2018 لأنها مقدمة من شركة خمور، وهنا تجلت أخلاقه وتمسكه بعقيدته وإسلامه دون تعصب.
واللافت حينها ما اتهمه به المصريون والعرب (المسلمون) بأنه تصرف «غير احترافي» فما بالهم اليوم وقد أكلت القطط ألسنتهم، بعدما أخرسهم «اليويفا» وأعطاهم درسا مجانيا في احترام العقائد، فيا ليتنا نتعلم منهم ذلك، ونؤمن بأن الدين أمر يُعظم من يلتزم به، ويُلام من يفرط فيه، دون أن نجعل من أنفسنا آلهة تحاسب وتدخل من تشاء الجنة، وتذهب بمن تشاء إلى النار وبئس المصير.
الشناوي وبوجبا واليويفا قدموا خدمة عظيمة للإسلام، عجزت قوى اليعقوبي أن تقدمها لهذا الدين العظيم.
فتصرف واحد عفوي بسيط، ساعد أن يصل شيء من تعاليم هذا الدين النظيف. الذي يحفظ العقل والقلب والجسد إلى مليارات في أنحاء المعمورة.
هذا التصرف العفوي يؤكد أن الإسلام دين أفعال لا أقوال لا يدعمها التنفيذ على أرض الواقع.
فقد تبدلت الدنيا وتطورت وسائل الدعوة، وقيض الله لهذا الزمان أشخاص نجحوا في أن يمنحونا وسائل جديدة. نستخدمها في كل غث. فلِمَ لا نطوعها لكل ثمين. وليس هناك أثمن وأفضل من ديننا الإسلامي بحنيفيته المعروفة لنقوم بالتعريف به من خلال هذه الوسائل.
فإسلامنا دين يسر في أموره كلها لو التزمنا به، وليس دين عسر. وأمر الله في أواخر سورة البقرة صريح لا يحتمل لُبساً ولا تأويلاً «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها»….فهل من متعظ؟!
REDAHELAL@GMAIL.COM
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا