نون والقلم

رؤية القيادة والأهداف السامية

تخطو دولة الإمارات بخطى واثقة نحو ترسيخ قيم الديمقراطية والمشاركة الشعبية التي تعد ضمانة الاستقرار والأمن المستدام، وتجلى ذلك من خلال انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي جرت مؤخراً، وشهدت إقبالاً كبيراً من المواطنين، ما يعكس تنامي الوعي السياسي لدى المواطنين، وإحساسهم بأهمية المشاركة في بناء الدولة والمحافظة عليها.

وكان انتخاب الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسا للمجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي السادس عشر كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي، تجسيدًا للسياسة الحكيمة التي أرساها القائد المؤسس الشيخ زايد- طيب الله ثراه- تلك السياسة التي حرصت على تسليح المرأة بالعلم والمعرفة، وجعلها شريكة الرجل في عملية التنمية الشاملة، من خلال فتح الأبواب على مصراعيها لولوجها ميادين صنع القرار، ومن قبله تيسير سبل التعليم والعمل والشراكة التامة مع الرجل في بناء الدولة، ومن ثم إفساح المجال أمامها لتكون في كل مؤسسة وموقع لتقوم بأداء دورها الطبيعي في تنمية المجتمع، هكذا كانت رؤية المؤسس – طيب الله ثراه- وقد عبر عنها بقوله:«إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة، وتربيتها تربية سليمة متكاملة».
إن من أضخم إنجازات مسيرة الاتحاد في مسيرة تمكين المرأة، وتقوية مكانتها في المجتمع تتجسد في رؤية وقناعات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي بذلت الكثير من الجهد من أجل دفع المرأة، في مجتمع محافظ، لخوض كافة الميادين، مع التمسك بعاداتنا وقيمنا، ما كان له أكبر الأثر في دفع مسيرة المرأة للأمام؛ فقد سارت سموها على نهج الراحل المؤسس الشيخ زايد،طيب الله ثراه، في حب الإنسانية وتكريم الإنسان، وقالت باعتزاز: «لقد تعلمت أنا وأولادي من زايد كيف نسعى في الخير، وكيف نعمل لرقي المرأة، ومن أجل أن تكون لها مكانة عالمية مرموقة». وقالت أيضاً: «إن عظمة الأمم لا تقاس بثرائها المادي، ولا بتطورها العمراني، بقدر ما تقاس بقيمتها الإنسانية النبيلة، ونسيجها الاجتماعي المتماسك، وما يظلل أبناءها من وحدة المشاعر، وعمق الروابط، فتلك وحدها قوام الحضارات الخالدة، وضمان بقائها واستمرارها في أداء رسالتها». وبفضل ذلك الدعم الكبير أصبح للمرأة الإماراتية تواجداً في مختلف مجالات الحياة، وهذا ما عزز من قدرة الدولة على تنفيذ رؤيتها، لتحقيق تطلعات مواطنيها نحو مزيد من التطور والازدهار.
وخلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس وأعضاء المجلس الوطني- حفظه الله- جدد سموه ثقته بالمجلس في دعم خطط التنمية كافة في دولة الإمارات، وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا الوطنية ، بما يحقق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة- حفظه الله- بتقديم أفضل الخدمات للمواطن، وتوفير كل سبل الراحة والعيش الكريم له، وأكدّ سموه على ذلك قائلاً:«لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكان اللائق بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها.. للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز، بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن».
إن تعزيز مكانة المرأة داخل المجتمع الإماراتي رسالة عالمية سياسية واضحة في إطار محدد من القيم والمبادئ التي اعتادت دولة الإمارات على تبنيها في سياستها العريقة؛ فقد تركت هذه الكلمات تفاؤلاً بالرفاهية القائمة، والمقبلة لهذا الوطن ومواطنيه، واستثماره للقيم الإنسانية التي يحظى بها أمن هذه الأرض، وحجم العزم المتناهي بمتطلبات المواطن الاجتماعية والأمنية، وتأكيد على ثوابت الدولة في رسالتها العالمية، وتعزيز مكانة المرأة بكل الاتجاهات نحو بناء الإنسان وفق رؤية وأهداف سامية. وهو دليل واضح على الرغبة الكبيرة لدى القيادة الرشيدة لتوسيع نطاق المشاركة، واستغلال كامل الطاقات لدى المواطنين من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لدولة الإمارات…
عاشت الإمارات وطن العزة والكرامة.

زر الذهاب إلى الأعلى